ثلاثية القنوط والجحود

 

بوزيان bouziane

ثلاثية القنوط والجحود

 

°1° قنوط

 

    كان كبير الأبالسة الّعربي، الذي لا يعرف له تاريخ مولد بالضبط، لكن يُقال أنه نزل الأرض مع بداية انتشار اللهجة العربية في شبه الجزيرة العرّ‏‏‏بية، حيث يكون كلّف بمهمة محددة من قبل الرب الموصوف "بالقدير العزيز الحكيم" بشبه الجزيرة لكنه تجاوزها جحودا وقنوطا منذ ذلك الحين إلى الوقت الحاضر، وقد أُخبر من لدنه بعد تسعة عشر قرنا أنه مُلحق به أحد حفدته ويُدعى صغير الأبالسة العرب لا محال، وهو ما حصل فعلا بعد هذاّ الدهر كله منحه "القدير الحكيم" حفيدا ينير له طريق العودة لأداء المهمة بحذافيرها، ووُلد هذا الحفيد أثناء مهاجمة الجيوش العربية لدولة إسرائيل بداية صيف 1948 ثم لمّا كبر وتعلم بعث به إلي جدّه الدهري ليناقشه في معيشة الأبالسة المعاصرون بين ظهراني البشر في تلك البقاع المقدسة من الأرض، ها هو إبليسنا الصغير الذي تجاوز عمره السبعين بقليل يسأل جده الأول في حيرة وقلق غير خافيين:

ــ هي المناوشات والحروب بين إسرائيل والعرب في غزة والقطاع فلا تلمني يا جدي، صحيح أني ارتويت من دماء العرب الكثيرة السيلان هذه الأيام، لكنني أريد أن أعرف من يحق له بيت المقدس العرب أم إسرائيل؟!

ــ قبل أن أجيبك عن هذا السؤال أسألك أولا: أترى هذه الفيافي الشاسعة كما تظهرها الخرائط باللون الأصفر؟

   قال صغير الأبالسة الحفيد: ــ نعم، أعرفها إنها تعود للعرب والمسلمين، من كزاخستان شرقا حتى موريتانيا، صحراء مجدبة لكن فيها بعض الأطراف ينزلها المطر ويعتدل فيها المناخ فتصلح للعيش الكريم.. إنها واضحة على الخريطة أو لمن حلّق في السماء سيراها أراض مقابلة لبطاح خضراء خضرة دائمة لا تخل سماؤها من السحاب إلا نادرا..

ــ حسنا ألم تسأل نفسك يوما، أنه من المفروض في هذه البيئة القاسية أن يكون أصحابها أكثر تعلقا بما يخرجهم من الفقر وشظف العيش لا بما ينسبهم للسماء فيزيد من مشاكلهم وتفاقم تخلفهم.

ــ ولكن لا تنسى يا جدّنا المحترم أن الفَقر مطب حقيقي والجوع أمهر الطباخين كما يقولون، يجعل المحتاج يتوجه إلى السماء عكس البذخ والترف الذي يجعل من العالم الغربي غارق في ماديته لا يلتفت لما وراء عالمه المادي مهما أغري بجنة أو بفوز روحي ما، فالسماء عنده شيء نظري لا من واقع يثبتها والحياة معاشة ومجرّبة فقط.

ــ "أحسنت يا حفيدنا الواعد إبليس الصغير" قال الدهري إبليسٌ الجد، ثم زاد: ــ منذ وجودهم احتلّ العرب موقعا جغرافيا قاسيا وغير مداري جعلهم يقاسون دائما، والآن مهما عملوا لا يستطيعون اللحاق بالعالم الحر الذي خيراته وفيرة مغدقة، لذلك عاشوا معلّقين بين السماء والأرض دهرهم الذي من دهري أقصد من عمري، لما كان رزقهم معلق بسقوط المطر أضحى مصيرهم ليس بيدهم، دائما متعلق بحظ السماء كان وظلّ، فتعلقوا بالإله الذي يرسل ذلك المطر، تعلقا مضى مع الدهور حتى تجلى وارتسم ثقافة اجتماعية وفكرية تتهوّس وتتوجّس بكل ما مصدره أخلاقي لا يرضي الإله الذي يرسل المطر، وترانا ما فعلناه نحن الأبالسة والشياطين حتى يبسقون علينا ليل نهار! وأنا إبليس الدهري يا حفيدي العزيز كثيرا ما خبرت معشر العرب والمسلمين فألفيتهم جنس ليس كغيره من الأجناس بل كدت أجزم أن فيه شيء من جيناتنا نحن الأبالسة والجن وأغوال العالم السفلي.. كأنهم أبناء عمومتنا وهم لا يدرون.. فيحاربون بمحاربتنا أنفسهم!

  وكما قلت لك دائما ودوما مهوسين هم بضبط النفس ومنعها من بعض المشتهيات والسلوكيات الاجتماعية. بينما العالم الآخر المقابل لهم في الشمال والجنوب والشرق الأقصى المداري والأخضر أو أبيض البطاح؛ المطر والثلج فيه عادة يكرهها الأطفال ويتبرم منها المجانين ولا يدعونه خيرات الرب لكن بالتواتر دعوه دموع أساطير الآلهة وأبالستهم المحزونين على البشر إلى الجنوب.

ــ هل ولد الدين جراء هذه الثقافة يا جدي أم تُراها ساعدت في نشوء الأديان السماوية على أرض مجدبة صفراء لونها، محرق ظل أشجارها القليلة المتناثرة هنا وهناك مسافات؟

ــ أولا لابد أن تعرف يا بنيّ أنّ المسيحية واليهودية نشأت على أطراف هذه الأراضي، أما الإسلام فنشأ في مركز الجدب. صحيح الصحاري المجدبة والأراضي التي أهلها فقراء ومساكين أصبحت موطن تعصب تاريخي، لا بل ملحمي للدين، والحروب والمناوشات المزمنة التي تجري فيها أو على أطرافها مع الجيران تنشأ وسببها غالبا هو التعصب الديني..

ــ حسنا يا جدي.. آسف على المقاطعة.. لكنها حروب من المفروض أننا معشر الأبالسة نجري خلفها لإذكائها لنيل قليل من دم البشر وهو أكسيرنا كما تعلم حتى نُعمّر أكثر كما عمّرت، فنحن الجن والأبالسة سبب مآسي الإنسان على الأرض كما أمرنا "القدير العزيز الحكيم" أليس كذلك يا جدي كبير الأبالسة العرب؟

ــ أنت محق ومازالت تلك الثقافة التي بصمتها عليهم المنطقة الجغرافية، وبالوراثة انتقلت مكونا جينيا فيهم من جيل لآخر، وتغرقهم في وهمين: وهم أول، هو أنهم خير أمة أخرجت للناس، ووهم ثاني، أننا نحن الأبالسة والشياطين أعداء أسطوريون لهم.

ــ لكن الوهم الثاني ملتبس بعض الشيء يا جدي فلتشرحه لي؟ ألم تخلقنا الآلهة مثلهم لنكون بعضنا لبعض؟

ــ إن أعداءهم الحقيقيون هم أنفسهم؛ نحن وَهْم فكيف نتسبب في وهم آخر، وأي وهْم؟ إنه الوهم الذي مصدره ثقافي! فالوهم كل الوهم هو وهم التعلّق بالسماء تعلق مسكنة نتيجة جدب مناطق عيشهم، وقد صنع لهم هذا التعلق صراعا أبديا مع مادية الأراضي الخضراء وأصحابها، وقد وصل في أيامنا واستقر مع علمانية الأراضي الخضراء المشعة بنور العلم والتقدم والحضارة، أجل العلمانية التي اجتهدوا كي يجعلوها مقابلا للدين، ولكنها هي بحقيقتها مقابلة للكهانة أي التعلق التعصبي بالسماء.

 

°2° الجحود

 

ــ ولعلّ السؤال الذي حيرني يا جدنا كبير الأبالسة العرب، صحيح هو كيف يجحد الإنسان على الأرض حق غيره في العزة والكرامة، لولا التوهم عن رسوخية ثقافية بمنح الآلهة العزة والكرامة لبعض البشر على حساب البعض الآخر، حتى ولو جاوبت الطبيعة بعلامة خضرتها أن الأصفر هو لون الجدب والقحط الروحي لا الأخضر، لأن الفقر شيطان وهو عون ويد الفقير على نفسه لا العكس، أي نعم، كيف يعز ويكرم هذا ويذلل ويهين ذاك، وقد اصطفت الآلهة الإنسان عن الحيوان وعن النبات، ومن اصطفاه القدير العزيز الحكيم ـــ في ثقافة المسلمين ـــ لا يمكن أن يخطئ أو يصحح من خطأه وإلا كان ذلك من صنيع البشر ونسبه للإله!؟ فهو اصطفى في المرة الأولى وانتهى الأمر، والحيوانات قد ساوى بينها في الكرامة وكذلك النباتات، إذن الإنسان كذلكم ساوت بينهم في العزة والكرامة بعد أن اصطفتهم خلفاء الآلهة على الأرض.

ــ حتى أجيبك عن هذا السؤال لابد من أن أسرد عليك ما جرى بيني وبين أحد المهاتمات الهنود عند كبير علماء الأرض آنذاك، أي منذ نحو العشر قرون تقريبا. أجل، فقد دعا العالم المهاتما لوليمة تقديس يحضر فيها كذلك الأبالسة ــ إن أرادوا ــ لأن الدماء التي تسيل في يوم التقديس كان مستحسن لها أن تتدفق كشلالات لتنبسط الآلهة وتتهول أتباع الآلهة من ملائكة وشياطين، لذا تراني علقت في جلباب ذلك العالم العربي المؤمن وتوجهت معه حيث توجه، وعندما وُضعت مائدة العشاء الخاص بين المهاتما والداعية المسلم العظيم، وهو عادة عشاء خفيف بعد العشاء الثقيل يجمع بين المهاتما وضيف شرف حفل التكريس، وعندما جلسا بدأ الجليسان توا حديثا بينهما ذو شجون غير أن المائدة كانت عامرة بخمس قنينات، وأخرى بجانبها هي التي عليها الطعام الخفيف، وهو عبارة عن شراب غير مسكر ومُحًليات وشاي غير أن الداعية المسلم نهض وترك المهاتما مع ضيف الشرف لوحدهما مع القنينات وانتقل الى المائدة التي بجنبها فانتقلت معه أنا كبير الأبالسة العرب لمّا كنت ملتصقا بجلبابه فأغاض الصنيع المهاتما وضيف الشّرف معا، لأنهما اعتبراه إهانة إسلامية لهما وكان المهاتما وأقرب المقربين إليه بالضرورة سيحتسون القنينات ويعربدون فيشمت الداعية بهم شماتة غير معلنة.

ــ لكنهم المسلمون يا بُني، وأنا إبليسهم الذي بعثني أحكم الحاكمين إليهم خير من يخبرك عنهم، وأنا الذي عايشتهم أكثر من خمسة عشرة قرنا، كيف أنهم اعتقدوا بأن الإسلام نهائية اتصال السماء بالأرض وبالقطع هو اكتمال الدين على الأرض، فلا يضاهيه أي دين قديما ومستقبلا، وقد بعثني إبليس بشأن هذا الاكتمال فأمرني أن أُرِي الناس، وسوسة، أو تأملا، أو همزا ولمزا، المهم أن اُطلعهم كيف يخص "الحكيم القدير" الدين قبل الإسلام بدهور، قومياتٍ وأجناسٍ معينة، رسالة ورسولا، ليهديهم إلى عبادته ودخول جنته ثم بعد ذلك يغير ذلك ويجعل الرسالة عامة والرسول لا بعده ولا قبله.. كأنه عمل إنساني تبين خطأه فجأة وأراد أن يغيره..

ــ صحيح هذه الاكتمالية وهذه الشمولية السياسوية الملعونة التي تغطّت بها دهورا كذلكم، تعمل ضد وعي البشر ببشريتهم لأنها تحجز على العقل وتغلق عليه منافذ لابد منها ليعي كنهه بطبيعته وليس مجردا منها، وهذا ما جعل العلمانية المعاصرة تشك في سماوية الإسلام. وتشك في أن ينفض المسلمين غبار التخلف عنهم إن عاجلا أم آجلا.

 

°3° العودة للقنوط

 

   أتذكر سيرة العزة والكرامة بين الآلهة والإنسان على الأرض، لآن الآن سأحدثك يا حفيدي العزيز الذي بعثه الرب "جلت قدرته" إلينا ليعلمنا وينفعنا بما يعلمنا، فهي عزة وكرامة تميزت بكونها ذات وجهين، وجه رسختها ثقافة بين البشر والرّب، لا تعي غير ثقافتها برغم أن الثقافة من صنع الطبيعة صفراء مجدبة قاحلة كانت أو خضراء مشجوجرة ومستنبتة كانت فهي متغيرة تخضع لتغير فصول السنة الواحدة وما بللك بالقرون والدهور. ووجه رسختها ثقافة بين الإنسانية، وكي نفهم الوجهين نعود لسيرة عزة الحيوان والنبات من عدمهما، فقد زعموا بقصة: الإنسان الكلب

ــ كيف ذلك يا جدنا الدهري أم أنك تختبر إبليسيتنا؟

ــ لا أنفي ولا أؤكد، غير أنه قد قال الذي زعم (وأخال أنه من جنسنا إبليس): رأيت كلبا يغطس يوميا في بركة آسنة كأن له معها ميعاد لا يتخلف عنه، أو كأن البِركة مسحورة تشد إليها بني كلبون مثله.

ــ فقالو: لا إن الكلب مجنون..

ــ قال: وظللت على ذلك الحال أرى نفس الكلب يتعود على الغطس كتابا موقوتا، كل يوم بين العصر والمغرب، وبعدها يسير ماضيا في نفس الاتجاه.. مرة.. مرتين.. أربع.. إلى أن هالني في المرة الخامسة وأنا أرى رجل إنسان يغطس مكان الكلب، وأنا أرقب الموقف أصابني ما أصاب موسى يوم دك أمامه الجبل لولا أنهم قالو: ــ قلنا لك أن الكلب كلب مكلوب فلم تصدقنا.

ــ "تقصدون أن الكلب مسحور إنسان، أو أن الإنسان مسخوط كلب" قال، فردوا قائلين: دونك الغاطس المسخوط فلما لا تسأله ليطمئن قلبك.

  وكمنت في اليوم الموالي له فوق شجرة قريبة حتى إذا بدأ غطسه ظهرت له، فذُعر مني وفرّ لما رآني هاربا، وهو يلتقط ملابسه مغطيا جسده متخفيا بسرعة البرق..

  وفي اليوم التالي، وفي الموعد المرتقب خرجت له وهو غاطس لكنه تجاهلني ببرودة دم كأني طفلا صغيرا أو امرأة يقفان بإزاء رجل عار، غير أن بملامح وجهه قد ارتسم غضب شديد، وكأنه يريد أن ينهرني عن هذا العمل المشين لكنه ترك المقادير تفعل ذلك وتتكلم بدلا عنه، فطرقت من يومها شخصا وجلا وقد أحمقه الصمت وسوء المصير لكن في اليوم الثالث تشجعت أنا وسألته: ــ مالي أراك تغطس أيها السيد مكان كلب كان يغطس دوريا في ذات البركة الآسنة المقرفة؟ فنظر إلي في صمت يفهمه من أمكنه وقوفه إليه أن الرجل رجلٌ أخرص، لكن ما هي إلّا هنيهات حتى سمعت صوتا حادا واخز للكرامة والعزة البشرية دون الحيوانية ولا النباتية بعدها: وهل يخجل الكلب من أن يرى سيده عاريا أمامه؟

  وقال الذي زعم وأردف..: ــ ثم أرأيت حقول القمح ضمن نطاق الأراضي الصفراء المجدبة التي لم تفلح غير في شد أصحابها الى التخلف والتشدد والعنف الأعمى، إنه حقل شحيح إذا ما قورن بغابة القمح في نطاق الأراضي الخضراء، الذي هناك.. هناك، وهو كالحرش في كثافة سنابله، إنه حقل أنعمه منهمرة يثير ملائكة الرّحمن، وستظل أنعمه شحيحة حقلنا عامر بمعشر الجن والغيلان الصادحة النادبة فيه، كي تُؤكَل معه لما يُطحن ويُعرك ثم ينضج..

  وغيلان تحمل على أكتافها فيه أفخاذ أحمرة وبغال، وقد رأيتها في مأْمنها تقيم أودها مطمئنة.. وكان إذا طلع الصباح عليها جالت صابرة التلال جنبا إلى جنب وتلك الحقول، ترى كيف صرعت صيدها وقطعته وأداة القطع تدل على سكين؟ أتراها قطَعت الحمير تلك الغيلان كما يقطع الجزار الماشية؟ أنه لَلُغز محير حقا؛ فإن قطع لحم الأحمرة يشي عن مهارة قطع، ثم بربك كيف أهلكت الغيلان الحمير؟ وأين أهلكتهم؟ ثم إن واد الحمير ما زال فائضا! ولمّا تشجّعت وسألت الواحد منهم: هل أزيدك قليلا من لحم أحمرة الواد الناضب أفخاذها، ربما هذا لا يكفي عيالك؟ قال: ــ "أنا عازب وليست لي عيلة" أما الآخر بجنبه فقال: "الفخذ يكفي" والأخر الذي بجنبهما، والأخر فالآخر حتى بلغت الغول الكهل ورحت عارضا عليه زيادة في كمية اللحم فقبل بدون تردد وقال: أما أنا فلي عائلة كبيرة؛ ست بنات وسبع صبيان مع جدهم وجدتهم، قلت خير لك وصحة. وبها تم كلامي مع معشر الغيلان والجبابرة، الذين رأيناهم كما يرى المصاب بالسهبللة صيادين ضاربين عبر كل حدب وصوب في بريتهم الصفراء قرب الوادي وحقل القمح الشحيح، حاملين على أكتافهم أفخاذهم الحُمر عبر تلك المنحدرات والأخاديد إلى منازلهم المتوارية عن البشر، حتى لا تخال أنهم عصبة إنسية خارجة عن القانون، ثم تعود لتكذب نفسك عندما تعلم انهم يبيتون يبسقون على حقول القمح الشحيحة الغلة في بلادهم الشحيحة المطر، وإذا ما عادت إلي عاقلتي قلت في نفسي نجوت والله، فماذا لو تشاجرت مع أحدهم؟ فإن لفي ظهره شوك حاد جامد وقاطع مثل شوك الظربان لا تستطيع أن تصرعه إلا بمواجهته وجها لوجه، وهل يُصرع الغول مواجهة وجه لوجه؟

  لكن عندما غادروا جميعا انطلقت رائحة الشواء من هناك، من مناطق تجمعهم فوق ما يخيل أنه خيال غاب القمح، أين تجتمع الشمس الغاربة بالشمس المشرقة، وعندها فقط تحسّرت عن عدم سؤالي له عن مصدر رزقهم، ولكن خلت أنه قد أجا بني في هنيهة ما لم انتبه لها وبهز رأسه، فهو فعلا قد هز رأسه ثم أطرق: نحن معشر الجن والغيلان جبابرة لا نقتات إلا من عرق جبينينا.

 بوزيان bouziane
بواسطة : بوزيان bouziane
موقع تنويري فكري وشبه أكاديمي، يتغيا تقديم إضافات نقدية تخص تحليل الخطابات الثقافية ونظرية النقد والأدب متوسلا بجماليات التلقي والنقد الثقافي، كما يعنى بنشر إبداع قصصي جديد ليس له ما يماثله على الساحة الجزائرية، والمقال المتناول للشؤون السياسية والإعلامية والاجتماعية المقاربة للظاهرة الأدبية والمحاكية المكملة لها.
تعليقات