حكايات الدكتور سْفَر، نقاشات في النقد والأدب ونقد الفكر الديني والسياسي





بوزيان bouziane

ملخص الكتاب:

     تثير القصة/الكتاب مسكوتات الجامعة الجزائرية المعاصرة على لسان أستاذ جزائري عبقري يدرّس في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الجزائر 2، لكنه متخرج من جامعة مصرية، حين يُعقّب على أسئلة طلبته معرجا على فضائح ومسكُوتات القسم الذي يدرّس فيه قائلا: « وستجدون أن هذا النوع من الأساتذة بين قوسين نرجسي وأناني، خاوي الوفاض على عروشه، بدل ‏أن يعمل على كسب مزيد من التجارب (‏‎‎وهو في مقتبل العمر، في الأربعينيات من عمره) ‏بملازمة التدريس في الليسانس، سيُذهل بنفسه وتعتريه نشوة الكِبر والعظمة، بل خيلاء " ‏التدكتر" والباحث الفذ في نقد خطاب ما بعد الاستعمار، عامِل نفسوا جارودي تاني أو ‏تشومسكي تاني، فيتحول عن طريق تبادل المنافع الشخصية إلى التسيير والتدريس في ‏الدراسات العليا بدل ترك ذلك لمن هم ذوو خبرة وتجارب، أي لمن هم في الستينيات من ‏أعمارهم؛ فأي مرحلة من حياته الدراسية هي تجربة في القفز وحرق المراحل بالتملق ورفع الشكر الزائد عن اللزوم وأكثر من سابقتها وهذا السلوك وحده يكون بمثابة بطاقة المرور له من مستوى لآخر.. شايفين امتلاء المحتوى بالوهم والأباطيل بدل العلم والتقنية يكون خطير الزاي ‏علينا كجزايريين، لكن أوهن من بيت العنكبوت مَفيش، عليكم كجيل جديد الحذر ورفع ‏التحدي، يعني نقر إن لزم الأمر ذلك المحتوى الذي يشبه فقاعة صابون نقرة واحدة .. » كما يشرح الكتاب واقع تدريس النقد والأدب في هذا القسم وواقع فهم الأساتذة للمناهج النقدية المعاصرة وتلقينها، واقع عاكس في الحقيقة علاقةً غير طبيعية لأهل هذا البلد مع اللغة العربية من ثمة مع الأدب والنقد العربيين في وجود التفاوت من منطقة إلى أخرى. كما تثير القصة نقد ومناقشة موضوعات سياسية ودينية معاشة على لسان الدكتور سْفر وطلبته.. 
     أما ما قالوه عن القصة بعد ظهورها هنا وهناك (في ظل عزوف صاحبها عن التشهير بها) أنها ذكرتهم بقصة الطيب صالح موسم الهجرة إلى الشمال ــ والقول قولهم حاشا أن يكون لنا يد فيه ــ وجازمين أنه إذا كانت رواية الطيب صالح بحثت عبثا عن شيء اسمه الذات العربية الشرقية الخالصة كونها لم تجدها عبر موضوع الحريات الفردية إلا كما يجدها الباحث بين أشكال من المفارقات والمتناقضات في سراب عن سراب، فإن بالذات "حكايات الدكتور سْفر" حاولت عن طريق موضوع العلم أن تجد ما يميز العربي فيه، فلم تجده أبدا إلا كما يجد حزمة من الأوهام، ما أن تتكدس شحنة من الإيجابيات في شخصية عبقرية علمية إلا وموجدها وحاكيها حامل لبذور موتها وهما؛ كون اسمه "سفر" قرين "الصفر" في بيئة مؤشراتها كما حاكاها حكاية بعد أخرى، مجموعة من الشحنات السالبة تناطح عبقرية بيّنة غير متخيلة لتودي بها في منتهى الاضمار والذرائعية؛ ومضات من الفكر الموجب المدرار وكومة من الشحنات الموجبة عندما تلاقي كومة من الشحنات السالبة تغدو مجرد خنوع في الصفر، وجمود فيه، ثم الرضا تام به، هذا هو واقع الحال العربي في الروايتين بلوغ أقصى درجات الكمال فيه هو مجرد عبث، لكنه العبث الذي حدد قيمة العمل الروائي الفنية، فكأنه وهمٌ لما قبض عليه السياق بسياط التقاليد كما قبض كبير الآلهة على سيزيف، ولما خرج من متاهة  موضوع السياق ــ الجنس في رواية الطيب والعلم في رواية بوزيان ــ غدا حقيقة فنية.

الرابط3:

 بوزيان bouziane
بواسطة : بوزيان bouziane
موقع تنويري فكري وشبه أكاديمي، يتغيا تقديم إضافات نقدية تخص تحليل الخطابات الثقافية ونظرية النقد والأدب متوسلا بجماليات التلقي والنقد الثقافي، كما يعنى بنشر إبداع قصصي جديد ليس له ما يماثله على الساحة الجزائرية، والمقال المتناول للشؤون السياسية والإعلامية والاجتماعية المقاربة للظاهرة الأدبية والمحاكية المكملة لها.
تعليقات