القائمة الرئيسية

الصفحات


بوزيان بغلول

                              في حضرة راوي الحكايات

 

كنت وبعض الأصدقاء في أيامنا التي أعقبت الجامعة جد كلِفين بشخص يدعى الراوي الشعبي أو البراح لنستقي منه بعضا من أسرار الصنعة، وأشياء أخرى، كنا نرى أننا قد نحتاجها لكن ما برح هؤلاء الزملاء أن انفضوا عن الأدب، طلبا للرزق، فبقيت وحيدا في عالمه، أرقبه وأتأمله في مرابعه التي هي المقاهي الشعبية، حتى أطل علينا البراح بلحمه ودمه ذات مساء صادحا ومكررا بأعلى صوته « قِيل أن راوي القصص والحكايات قد تجرّد أخيرا من عالمه المعنوي المجرّد ولبس عالمه الهيولي مجسدا إنسانا، هذه خلاصة فيلم " اروي يا راوي حكاية ثورة المليون شهيد " تشاهدونه اليوم بعد في المركز الثقافي، الحاضر يبلغ الغائب.. قيل أن راوي القصص.... ... » ولم أكن على علم قط ماذا حدث له بالضبط هذا الراوي كي يقبل على عالمنا الهيولي بل وكيف أمكنه ذلك تاركا عالمه الورقي الآمن؟ إلاّ بعد أن غطت في نوم عميق وفي موعد الفيلم فالتقيته صدفةً وهو جالس بأحد مقاهي العتيقة بالقاهرة القديمة، خِلتُه للوهلة الأولى بعض خيال شبح لهزاله المفرط وتواضعه الشديد، فدار ما دار بيننا من حديث وسمر وقد أشارني إليه في ذات المقهى روائي عربي كبير يدعى النجيب المحفوظ، الذي كان كثير الجلوس إمّا في الفيشاوي أو في زقاق المدق. فبادرته بعد التحية:

ــــــ أنا لا أصدّق نفسي حقاً، وأنا أجلس بحضرة السيد الراوي، راوي الأجيال.. دفعةً واحدة، وكمان[1] برفقته صاحب نوبل اليتيم في تاريخ الرواية العربية كلها، فأهلا بيك سيدي و للاّ خليني أقول أهلاً بكما.

ــــــ أولاﹰ اللّي بيحيرني هو الزاي دلّك محفوظ عليَ في حين أن اتفاقا جرى بيني وبينو، إنو كل واحد مننا يعني لازم يقوم بتضليل كل من يحاول الاقتراب مني أنا السيد "راوي الحكايات" أو معرفة سر من أسراري، أو منو هو السبيلجي "أب الرواية العربية المعاصرة". وثانياً والله العظيم أنا لست برفقته، بس هو متعود على جلوس المقاهي ولوحده، هي الصدفة وحدها وهل يعقل لروائي عالمي زيو أن يصاحب راوي متبهدل زيي؟ هذا غير معقول.

ــــــ أجل. كأني بك تريد القول أن من شغل الدنيا بسحر فنونه الخييلية وجزالة أسلوبه الشيق، ودماثة روحه الدرامية لا بد من أن يُشخّص إنسانا متواضعا إن هو رضي أن يشخّص.

ــــــ كل ما تفوّهت به من غير الممكن حدوثه دون المؤلف الحقيقي. هو قُدامك فسألو. الرّاجِل الذي أمامك يبدو أنه رجل مسالم وإنساني مع العالم المادي فقط، كأنه يعرفك من زمان وإلا ما دلّك عليَ.  لكن الأمر يختلف مع عالم الورق والمِداد فالرّاجِل ده كان عمل المستحيل عشان يقيد شخصياته ويجعل حركتهم السردية محسوبة بالمليمتر، بل ويجعلني حارسا أمينا له عليهم مدّة لا تقل عن السبعين عام.

ـــــــ ربّما لأنه انتسب أول ما انتسب إلى المدرسة الواقعية في مسيرته الروائية، لذلك تراه متشدد صارم معكم، وأنت تعرف أنّ من يلبس ثوب الواقعية لسنوات لا يستطيع الفكاك منها وخلعها بين يوم وليلة، حالته قد تشبه حالة الدكتاتور العربي اليوم الذي داهمته حركات الاحتجاج الشعبية لدرجة الخطر، بعدما استأمنته أيادي شعبه البيضاء لعقود فلم يستطع الحراك ساكناﹰ إزائها.

ــــــ لا، وجه الشّبه غير متطابق مئة بالمئة. حقولك ليه؛ غابت الواقعية وراحت معها أحلام الشباب و عنفوانه، انتهت فترة الرومانسية الحالمة وتلتها الواقعية الاشتراكية ثم الواقعية الاجتماعية ثم حلّت محلّهما الواقعية النقدية وبقيت أنا وهو، إحنا إحنا متغيرناش، وجات مرحلة الرواية الجديدة ورواية اللارواية عمّالَ تجري هي كمان. وقدامك أَهُو بريقهم خفت رويدا رويدا، لم تنقلب موازين كتابة الرواية عند محفوظ و مُجايليه رأساﹰ على عقب إلاّ عندما تدخلت السلطوية في العام 1952 وعندما تدخل سيد الجبلاوي الحقيقي عام 1961 في حياته وأثرا عليها تأثيرا حاسما، راح عهد الأيديولوجيات وجاء عهد جديد اتفكّت فيه قيود وقيود.. جاءت الديمقراطية وحرية التفكير بعدما راح اللّي راح، جاءت العولمة وجاءت التعددية شفنا معها في عز تلك الأيام؛ أيام العز والبورجوازية والفحششة يا ما شفنا.. صحيح فُك قيد أسْر راوي الحكايات من ياميها إلى حد لا يُتصوّر..

هذا صحيح.. بس الأمر ليس مثل ما تتصور، الديمقراطية العربية غير الديمقراطية في الغرب، و هي غير قادرة على تأمين النذر اليسير من العدالة الاجتماعية أو الانفلات بالقدر الضئيل من التقاليد الجامدة إلى التقاليد السامية الِلي حلمنا بيها، فالراجل الِلي قاعد هِناك نفسُه ظل يردد: « كنت أحلم بمجتمع يقوم على قيم ثابتة أولها الحرية، والعدالة الاجتماعية، والعلم، والقيم السامية المستمدة من جميع الأديان، وخصوصا الدين الإسلامي  «لدرجة إنو زهّقني أنا "الراوي" وزهّق مراتو وبناتو مدة ستّين سنة واللاّ أكثر من دون أن يحقق ولا شيء.

ـــــــ أليست هذه مبالغة، ونوبل؟ أفهم من هذا تبعاً لجهاد ورهبنة المحفوظ في حارته المصرية بقيت سيادتك أسير في فضاءه التقليدي ده.

ــــــ بالضبط، لكن هذا لا يمنع من بروز أشكال فنية غاية في الاختلاف والتميّز المُقتدر زي ما حصل مثلاﹰ مع الراجل اللي قاعد هِناك وحصل مع الطيب صالح واللِّي زيّهم، شَفوني فيها الناس أناطح الفتوة وأجادل السيد 'هو' والسيد 'أنت' والسيد 'أنا' والكل يقول رأيه بمنتهى الحرية.

ــــــ وهل لديك إحساس ما الآن بأنك تسلب في حريتك وتقمع من جديد بقوة، وربما بجهل؟

ــــــ يمكن أقول بعنجهية وجبروت مع الجيل السابق وبسُخف ووقاحة وأحيانا حُمق وغباء مع الجيل الجديد؛ الراوي عُمرُ ما حيموت، موش الراوي الجاي من خارج سياق الشخصيات وللا الراوي المصاحب للشخصيات الِلي يقول ده أههههه...أههههه ، الذي يقول هذا هو راوي إنسان عمرهُ عُمر الرواية العربية؛ مئة وخمس سنوات وهو رايح جاي، خَبِر الحياة بحلوها ومرها، بين السطور ووراء السطور، خَبِرها هناك وهنا، أيام الحرب والسلم، أيام الزّهو والرومانسية، أيام الثورة وأيام الانعتاق، أيام الثورة الزراعية خَبِرها حقيقي خَبِرها وشال رحيقها اللي هو المعرفة.. الرواية هي الفن الذي فيه معرفة .

ــــــ يااااه. كأني أتحدث مع المحفوظ نفسوا، عبر جميع هذه المحطات الواعرة أنا شايفك لسَ في عمر الشباب، لولا بعض التجاعيد على صدغك اليمين.

ــــــ التجاعيد مكانتش تظهر، وحضرتك كنت سألتني عن الجيل الروائي الجديد، لو ما إتظلمتش أنا "راوي الحكايات والروايات" على مرتين أجبن وأمر ظُلم، ظهر تأثيره علي عليَ خطين، خدشين تجاعيد، على صدغي اليمين مثل ما أنت شايف.

ــــــ ويا ترى اللِّي ظَلمك هو الروائي مرة ثانية؟

ـــــ وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند. اِنت تعرف رواية المغرب العربي، يقولوا النقاد أنه في رواياتهم مرحلة اسمها مرحلة الرواية الساذجة، ولو إني شايف إِنّها ساذجة على طول؛ يعني زي ما تكون القصة قصة حب، يجري المُحب وراء حبيبته إلى ميدان المعركة، ويكسبها لما تكسب هي معركة العمل كممرضة في الجبل، وهكذا نار ونور مثل ما يقولوا ، هِنا وْقِعت صريع الفراش واتْخدَشت في صدغي، يعني كبرت عشر سنين بين يوم وليلة!

ــــــ والخدش الثاني يا ترى جاك منين؟

ــــــ جاني من وراء صداع الرَّاس الحاد، أقصد صداع اللي وراه الرواية والسرد اللي بيِطلَعوا من المواقع الإلكترونية؛ يا ما كتب وروايات تصدر كل شهر.. بالآلاف.. يا ما بحر من المداد بيسيل، يا ما أطنان من الحلفاء تستهلك يا ما و يا ما ولا تطلّع في النهاية بشكل فني ولا فكرة وحدة نيرة نستفيد منها زي ما  طلعت من عند سيدنا العميد والراجل اللِي قاعد هِناك وللاّ حتى فكرة جمال الغيطاني الجميلة المعصومة من الزّلل، وللاّ فكرة أخونا صنع الله إبراهيم وهو ماشي على ضفة النيل عمّال يشيل بقبعتوا الحمامة تبعتوا من الغرق، أقولك غير نادم ولا آسف لو كانت بيدي نوع من السلطة أصادر تسعين بالمئة من هذه الأطنان من الروايات بين قوسين وأسلمها للفلاحين في الصعيد وللفلاحين في المغرب العربي موش عشان  يقرؤوها، لا، عشان يستدفؤوا بها في أيام البرد.

أنا موش راح أرميها في المزبلة، أنا راح أكدسها أحرقها وأعمل بيها دِبالة لِأخوتنا الفلاحين، هكذا أفضل بكثير.

ــــــ والعشرة بالمئة الباقية تعمل فيها إيه؟

ــــــ والله إذا كان أصحابها عندهم الـ palmarès   مبروك عليهم، نحاول نفتح أبواب المجد أمامهم، وإذا كانوا أصحابها ذراري نقول لهم موش الصعود للقمة هو الأهم، لكن الأهم هو البقاء فيها لفترة أطول. موش معقول يِطلَع هؤلاء الذراري مباشرة مِطلّعين أربع خمس روايات! فين التدرّج المرحلي يا أخي؟ إذا كانت سنة الحياة كِده، طفولة وبعدين شباب ثم شيخوخة؛ فالإبداع له سُنتو كمان يعني لابد من المرحلية بقى؛ الخاطرة وبعدها القصة القصيرة ثم القصة الطويلة وهكذا. إنّما تجي كأنك مِتولَد بشنبك ده لموش مقبول، فاِنت كدا متسلط ابن متسلط بتظلم أولا وأخيرا نفسك وتحكم عليها بشيخوختها قبل الأوان. صحيح الراجل اللّي قاعد هِناك قيّد حريتي وفرض علي صرامة في مراقبة الشخصيات، لكن هذا لا يعني إنو سجني ومنعني من الخروج برا النص تماما والدليل إني معاك دي الوقتي، الحقيقة التي لا تقبل الإخفاء ولا المزايدات هو أنا "راوي الحكايات" الطريق المعبد لنوبل بذاتو وللا بلاش؛ لو معمِلتش عقد وئام وسلام مع جميع المتوجين بنوبل منهم المحفوظ بخاصة في الثلاثية وأولاد حارتنا مكانوش يطلوا على نوبل، يعني لو الروائي ما يعملش عقد سلام معايا زَي ما حصل مع الراجل اللّي قاعد هِناك موش حينفع وموش حيحلم بنوبل خالص شايف حضرتك، أفتِكِر مرة الدّاني اللّي اسمو مو يان Mo Yan   الحرية المطلقة فرحت سائل شخصية عجوز هرم  كان قاعد في حديقة عامة فقلتلو: 

ــــ هل حضرتك بتخطو خطوات ثابتة نحو قبرك؟

فقال: ـــــ لا.

وقلتلو:  ـــــ هل أنت متأكد؟    فرد:  ـــــ أكثر من متأكد.

وبعد شوية مرّ شاب من أمامي فأعدت عليه نفس السؤال وجاوبني وقال بوثوقية تامة: ــــــ أيوة، وموش عارف بالضبط إمتَ حوصل،  بعد سنتين من هذه النقلة الفنية مع الروائي مو ميان وِصِلت معاه لنوبل، كان ده عام 1997.

ـــ هذا يعني أنه قد أتاح لك مو يان هذا فسحة من الديالوج مع شخصيات القصة كي تقول وتعبر كما شئت.

ـــ ده صحيح، ودي سمة من سمات الرؤية الفلسفية التجديدية في الفلسفة الواقعية اللي كانت مع تيار الوعي بداية الأربعينيات، وزي ما أنت عارف تحولات كثيرة حصلت بعد التاريخ ده سياسيا واجتماعيا خلات الإنسان يدخل في مرحلة تعقد حضاري ويا تركيباتها المختلفة بالذات الصراع الأيديولوجي والوجودي والعدالة كانت هي وحدة جوهرية في الصراعات الفكرية السياسية اللي تطورت في نهاية الثمانينات إلى فكرية ــ ثقافية ويعني زي ما اِنت شايف الرؤية الفلسفية هي الأصل، للكون والله، فالعجوز لو ما كَنشي مادي متحرر من الأفكار الدينية ما كنشي يرد على السؤال بطريقة عقلانية عكس الشباب اللي كان وعيو وعي ديني موش مادي، والثنائية دي ولا خلينا اِنقول المنظومة الفكرية ديَ متأصلة بنيويا في جميع المجتمعات في العالم، عندك مثلا تيار المحافظين في شمال أوروبا والخُضر في ألمانيا وعوائل الكنسيين ومدرسين علوم الإكليروس في العالم كله بتشكل جزء من المنظومة يعني بتكمّل أو تقابل التيارات المادية الحداثية المعايشة لها بنيويا أو وجوديا إن شئت ما عدا المسلمين اللي ما يمنحوش الحرية لأبنائهم للاتجاه الاتجاه المرغوب؛ يروحوا قايمين مفطرينهم وهُمّا صغيرين عالدين. وعلى فكرة الرؤية دي كانت محببة لكثير من الروائيين ودخلوا بفضلها للشهرة على رأسهم عربيا طبعا محفوظ ومضى فيها حوالي أربعين سنة لْغاية ما طعنوا الشاب الإخواني عام 1995.

ـــ على ذكر الكتابات الروائية الفلسفية لو طلبت منك أن تضيف لمجلسنا ده اثنين عشان نبقى أربعة مين حتختار حضرتك من بين الروائيين الِلي تأثرت بيهم واللا اللي اِنت شايف أنك خذت منهم حاجات استفدت منها؟

ـــ أضيف دانيال دفو صاحب روبنسون كروزو ومعاه هيكتور مالو صاحب رواية بلا عائلة أو الشريد بالفرنسية Sans famille، أنا راوي أتكلم لغات العالم كلها بس اللغة العربية ذات اللكنة المصرية والإنجليزية والفرسية والإسبانية هي اللغات اللي تجري على لساني بطلاقة وحب، فأنا مبصوم في "روبنسون كروزو" وفي "ذهب مع الريح" وفي "نداء البرية" وفي "مئة عام العزلة" وغيرها كثير.

ــــ الآن عرفت أنك راوي حكايات حقيقي؛ العالم بكل شيء، الراوي من الخلف موش الراوي من الخارج، يعني موش المزيف أههههه....أههههه.   

ــــ الله!.. هو راح فين المحفوظ؟ ده ساب القهوة ومشي، موش عوايدو ينسى الجريدة .

ــــ هذا نذير شؤم ولا شك. مع السلامة أنا ماشي كمان.

ــــ رايح على فين؟ عالبيت؟

ـــ لا أنا راجع عالسجن! ههههه...هههه

ـــ وتعمل إيه في السجن؟

ـــ لو علم الناس أن السجن فيه بركات مجاهدة النفس لدخلوه جميعا، فيه شاعر قديم قال بيت من الشعر أدخله السجن:

   دع المكارم لا ترحل ببغيتها      واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي   

 يعني السجن فتح له سبل الرشاد ما لم يفتحه له هناء القصور.

ــــ اِنت تشبه نجيب محفوظ في خفة دمك وفي النكتة المستملحة اللي بتقلها

ـــ أنا موش نسخة طبق الأصل لنجيب محفوظ لكن زي ما يقول المثل من عاش ويا ناس أربعين يوم أصبح منهم، لازم تخدوا بالكم أنا ما تخلقتش عشان أروي طول عمري حكايات ألف ليلة وليلة، لا أبدا، أنا راوي عالمي وأحلق وأطير زي كيفي من هنا لهناك ويمكن زي الشبح، بس امبارح كنت مع الفرنسيس بتوع الرواية الجديدة؛ الشباب زي جان ريكاردو وفيليب سوليرز على خطى اللي سبقوهم فاليري وريمون و روسيل وموريس بلانشو وبروست وفلوبير، وليكن في علمك كنت معهم شبح حقيقي مرة أتكلم باسمي الخيالي، مرة باسم الكاتب، مرة باسم ذاكرة الشعب، ومرة أتقمص شخصية راوي رواية ثانية أقحمناها أنا والكاتب في روايتنا، في خضم التدافع عالابتكار والجدة في الزمن الجميل ده كان كل شيء ممكن، ليكن في علمك كان فيه بطلة اسمها مارغرين تركت فضاءها السردي اللي هو رواية "المتسولة" الفرنسية وخرجت للواقع زيي تماما.

ـــ ياه! موش معقول والزاي ده حصل؟ شوقتني أكثر.

ـــ روائية فرنسية اسمها مارغريت دورا ألفت عام 1966 رواية اسمها "نائب القنصل" وتجعل من شخصية روايتها "المتسولة" شخصية من شخصيات رواية أخرى كان ينوي كتابتها روائي اسمه بتر مورغان ولكن سرعان ما تتحول إلى شخصية حقيقية تتحرك في محيط السفارة الفرنسية آنذاك فيراها بتر مورغان وقد انتقلت في غفلة منه من باتا مبانغ حيث تركها إلى كلكوتا. شايف الابتكار.. الذي حصل هنا هو دمج الرواية كعملية سردية بنظريتها حتى تصبح الرواية نفسها بحث في إشكالية الرواية بحد ذاتها، وكانعكاس للجدل الحاصل وقتها بين تيار الواقع/الفن للحياة وتيار الفن/ الفن للفن، وهذا ما حققته مارغريت دورا بمنتهى الروعة.

 



[1] ـ لهجة راوي نجيب محفوظ بالضرورة كانت لهجة مصرية، فيكفي لغير المصريين قليل من التركيز لفهمها.

author-img
موقع تنويري فكري وشبه أكاديمي، يتغيا تقديم إضافات نقدية تخص تحليل الخطابات الثقافية ونظرية النقد والأدب متوسلا بجماليات التلقي والنقد الثقافي، كما يعنى بنشر إبداع قصصي جديد ليس له ما يماثله على الساحة الجزائرية، والمقال المتناول للشؤون السياسية والإعلامية والاجتماعية المقاربة للظاهرة الأدبية والمحاكية المكملة لها.

تعليقات