القائمة الرئيسية

الصفحات





بوزيان bouziane

في وداع أيلول الأخير


  "من ذا الذي رحل؟" "من ذا الذي رحل؟" أصوات كالهمسات الطالعة من جوف براعم و أوراق شجر الحور المخروطية الإبرية .. ومن بين فيئه تصاعدت زفرات كالنسيم المنعش فغدت الحيرة والسكون المطبق عنوان عبارة بلا صوت بلا مدى " من ذا الذي رحل" تتهامسها الأنفس لكن منطلقة من قلوب الشجر وقد رصدتها رادارات الأرياف التي من حجر ثم ما فتئت تنساب انسياب الهواء العليل، بين الدروب الريفية الجذلى ترانيم كنبض حياة، من استطاع أن ينطق بها منهم نطقها ومن لم يستطيعها علقت في حلقه غصّة وهو مغرورق العينين، وأما من شجّت صدره فبقي إزاءها كالجثام الأخرس تقرّح أحشائه من شدة الألم دون أن تسمَعُه الآذان، لكن الآذان قد سمعته وفي كل مكان سمعته، انصت رويدا رويدا هنا وهناك .. أصغي السمع قليلا تجدها ملحمة الموت تدمي الصنوبر والخلان، تدمي السرو والحور والأخريات، تدميهن بل تقتلع أرواحهن  قلعا في خشوع، خشوع الهمس ساعة تنثره الأنسم وتذروه بينهن : " آه وآه .. ما أعظم موتك أيها الراحل العظيم، قُدّس مجدك شامخا للأجيال متى أقمت فينا وألقيت بأوراقك، إن رحيلك انتصار ستُبعث حياة خلف موكب عزائك " هكذا انطلقت الهمسات وتناثرت عبر الأرجاء إلى أن استحالت معان لا يفهمها غير أصحابها.


  "مات أيلول" هكذا تناقلت الأفواه الخبر كفاشية فشت أو كخيال طيف شبح مار، وقد ترك الخلائق في خطر محدق لما مات، بل أن جميعها سقطت في الحداد متمنية اللحاق به في دار النعيم، كبهي بطلعته المشرئبة لأشعة الشمس اللطيفة، ظلّت صورته مرتسمة في تلك الربوع جميعها، وحين كانت الحياة تدب في أكثر من موضع من ذلك الريف الرائع الشباب، البديع الجمال المخضوضل القوام؛ فجأة دون سابق إنذار قيل أن أيلولا قد توفاه الأجل، أجل مات أيلول فأضحى مساء الخريف في كآبة وظنك بعد أن نزل الخبر كالصاعقة "مات أيلول" ! أحقا مات أيلول؟ متى وكيف؟


  هكذا أخلى الصاحب بالخبر لصاحبه والصاحبة لصاحبتها دون أن يهمس أو تهمس ببنت شفة، هكذا اصطَفّت الصاحبات من شجيرات السرو والحور والأرز الذي على الجبانة والأخريات كأترابهن كنا قد بدأن ينتحبن عند الممرات المؤدية إلى الدروب والتلال المرتفعة، والأخريات الأخريات اللائي يقفن حول البساتين في شموخ وقفة الزمان للزمان وهن يناظرن في مواساة غير معلنة اللواتي على الربوة وعلى الجبانة والأخريات اللواتي على حوطة المعبد، واللائي على الكُدية وعلى طريق الرحى العتيقة و الحوطات، كلهن سقطن في غربة وصَغَر، منهن من ضربن بالصدور  ومنهن من انحنينا من شدة العويل، ومنهن من صددنا صدة هالك قالعةً من الجذور شأفتها. أما الحور و العرعر الذي عند أطراف الواد فقد مزقنا ملابسهن من شدة الجزع وباتت سيقانهن المجذوذرة مكشوفة لسيل الواد لعلّه يجذبها إليه فيخلّصهن مما هن فيه من غم وكبد.


 ــــ"أجل وأخيرا مات ذاك الرفيق العظيم" قالت شجرة مقامها "فحلة" بين فصيلة الحور، بل وهمست في الأثير نسمة وهي منحنية في يد الدهر انحناءة ملائكة الرحمان وكانت إذاك تؤُمهم للصلاة، وفي الربوة العالية المدعوة "الجبانة العتيقة" المطلة على الأرياف كلها صلاة الغائب في شموخ، وقد اصطَفّت الحورات صفا ملكيا على يمين الممر، وفي كذا من خمسين حورةً في الطريق من منزل الضيعة إلى الربوة الجبانة، أما على الشمال فكانت السّروات مختلطن بالعرعرات في كذا من خمسين ونيف منهن، وخلالهن الحميدة تنم عن تذرُّع في حزن وكمد يمزق الأحشاء بل يُغشي النفس إربا إربا قائلات في أنفسهن: " إن أيلولا الذي فقدناه فجأة كان فينا كالبعل لبعولته، وهن غير مصدقات أنه قد رحل عنهن بعد، تاركا فيهن آثار لا تمحيها السنون وقد مر بجوارهن رِفقةً صان ودّها ردحٌ يدعى "ما بعد الزوال" ثم مع رِفقة الأصيل وهن مصطفّات لا يزلن في اصطفاف كمن ذهل ذهول معشر متصوفة أو كمن صعق صعقة موسى يوم دك الجبل أولكأنّ حنينهن اللغز يذكّر بالواد المقدس طوى ولا يجلي ما في سريرتهن بالرغم أنهن باديات سامقات كالحرائر، هرميات، أبديات الخضرة  مدهامّات والعبق على عهدهن، كلٌ توحي إلى نظيرتها بهول الفاجعة كأنها تواسي تربتها بأعز ما تملك من عليل النسيم ولطيف التوسل.


ــ " أوَرحل أيلول الذي .. أوَمات أيلول؟ أأيلول بهجة الدهور يغيّبه الموت؟ هكذا مرة واحدة  أيلول نسيم الربا وشذى المسيرة عند سيقاننا يغيب عنا هكذا !!" كل واحدة منهن كانت تتحدث إلى تربتها بحديث الفقد الذي يقتلع الأفئدة إلى أن ضربت الواجهة نسمة النسمات فجاء صوت الزفير سارح من فوق أين تقيم التِّرب الفحلة مُطلَقاً من جوفه أنّات، وطيلة اليوم ظل وكأنه يعظهن بصوت غير مسموع: " الجنازة الجنازة، لابد وأن نقيم لفقيدنا الغالي جنازة أسطورية تستنهض الملائكة في عروشها، جنازة يحضرها القاصي والداني من أخضر و بيجاً واصفر فوق الربا لماح لا بد أن نقيم مجد الرب وإلا فنحن لسنا في مستوى ثقته فينا."


ــ " وأين سيُدفن المسكين؟ .. أخشى أن قبره الزمان الذي شق تاريخه فينا" قالت أخرى متأوهة، مترنحة، سابحة، متماوجة كلما مالت بكل خضرة تلابيبها الكُمَّيت ولا يعود ليصرفها عن باقي الحورات، لأنها مالت حيث ملن ومال وهو مُحمّل إثرها بأشواق ألف عام، ولا يصرفها عنهن إلا كما يصرف البحار شراعه عن رياح الشمال. ليت شعري أيُ كمد وأيُ مصيبة قد أصابت الربوع فأحالت الأيام جحيما لا يطاق؟ أي كمد ذاك الذي خيّم على الأرياف وهادها بمرتفعاتها؟ سهولها وكدياتها، أي كمد وأي نزيف لِمجاريها المائية سواقيها بوديانها بركها بأبيارها؟ أجل وأي كبْداء كأداء أصابت القرى المحاذية؟ لا ورق أصفر بعد اليوم ولا أطفالا يكابدون خلفه بمعاطفهم يجْرُون صوبك الصُّعداء، ملء السماء يفرشونك لغدهم والمسيرة ،لا حنان بعدك لا تبن، إذن المعزة جف الدر لا لبن، لا طعام لأطفالنا لا غدوة ولا أصال إذن لا بقاء.


ــ أجل و"كيف مات؟"  قالت الحورة الملكية ذات الأعراف المتسقة التي عند المنحدر معزية مسلية للحورة الفحلاء، وهي تقعد إزاءها كما يقعد الوزير للملك غير أنها لم تقوى على قول أكثر من ذلك لتخلد إلى سريرتها باكية مولولة حتى يبست الهوينة فلُمح بيجاً جذعها و وُريقاتها المِلاح غدت هافان لونها، مع أن الحور والسرو والعرعر مدهامة العز مشرئبه قدودها إلى نور الشمس، بيد أن التِّرب الأخرى قربهن ما برحت تنعيه ولا تنعيه قلقة محتارة : " أجاز له أن يموت ويتركنا هكذا فجأةً بلا معيل؟ ثم إنه البارحة فقط رأيته ممشوق ينعم بالصّحة وهو يعيد على العقاعق والشحارير. إن الحياة بعدك أيها الراحل الكبير لَصعبة بل لَتكاد تستحيل، كيف لهؤلاء الصغار صبيانا وفتيانا، يافعين وشبانا أن يجدوا من يأخذ بيدهم؟ من سيقودهم إلى أهدافهم؟ من سيوصلهم إلى شاطئ النجاة غيرك؟ من سيروي لهم حكايتك إلاّك؟ ومن ذا الذي سيضمد جراحهم ويمسح الدموع عن جفونهم ويرفع الغبن عن أكفهم غيرك أيُّها الراحل، أيها المنسحب عجافا .. " ثم أجهشت بالبكاء والعويل حتى سقمت وساء منظرها هي الأخرى ...


 ــ " آه آه آي يا و يـ.. يـ اي آي .. " أنين.. وجعٌ ولطم وضرب على الخدود والصدور بيد أني سمعت أخريات من التُربات المصطفات على طريق الضيعة يصغين إلى حورة من حورات الممر بين الزريبة والحقل، وكن أقربُهنّ إليها في فرعها المشهود، لم تسقط أو تتخلف عن الصف ساعة المصاب الجلل قط بل بقيت تصطف تحية للتاريخ بل ما فتئت تخفف من روعهن وهي تأن! وكان خطر ببالي لما رأيتها صلدة أنها تلك التي صمدت بالأمس القريب ضد الشمأل حتى خلتها عرعرة وليست حورة، سبق لها وأن وهبت لأيلول مجده، والخابية والروضة قرب الشم أناء الليل وأطراف النهار حوالي الممر الضيق العبق منحته من روحها الجلل قبسا ما شاء لها أن تهب، حتى في عز انكسار خاطر القوم رأيتها لم تسِر إلى ما ساروا ولكنها سَرت شادة العزائم، موقظة الهمم، باعثة ببارقة من روحها بذور تنثره إلى قلب الثرى كالحلم، قالت وهي تزرع المستقبل عمرا كيما يطول الأمل: " إن الحياة ليست نعيما متصلا ولا وبالا مقيما لكنها نصيب بين هذا وذاك" قالت منكسرة... وما إن استوى قوامها لجزالة الخطاب وشدته حتى قطعتها عليها تربة أخرى من الصف المقابل : " إنّا نعرف ذلك ونحن لسنا ها هنا لتلقي العظات ولكن ... فالمرء لم يرض ولم يسقم طول عمره الطويل الذي قضاه سهما من أسهم الله السخية فينا ويدا فايضة بالنعم والأرزاق، ولم يتأخر في فراشه في حياته قط، ولم يشتكي من وعكة، ولا رأيناه يوما قال أني تعب أو أنا ذاهب لأرتاح لي ساعة .. لا لا لم يقل هذا أبدا، كان دائم النشاط والحركة، لا يخلد لفراشه إلا عندما يطمأن وبنفسه أن الجميع قد خلدوا للراحة ولا يغادره إلا و في باله هاجس الرزنامة .. أجل كم أصْعقْتَنا أيها الحبيب الغالي آي أاا آي ه اا يا اا يااااي ..."


ــ " حسبُكِ أيتها التِّرب ناشدتك بالله وجعلتني فداك، فلتهدِّئي من روعك قليلا ولا تنسي أن صفَّنا كله شابات لا تعطي لهن حجة الانحراف أو ظلم انفسهن وهن في مقتبل العمر"


ـــ وما بقي فينا من عمر ما بقي فينا من عمر، إنّا ههنا راحلون جميعا فالمسألة مسألة أيام وربما ساعات إذ كيف بالمطر أن ينزل فينا وأيلول غائب عنا كيف سينزل ههنا المطر كيف كيف ها؟ امممم أمممم (غصات بكاء ودموع) إنه لن ينزل .. أمم أمم .. لن ينزل أبدا


ـــ "لا تقولي هذا ناشدتك بأم البذور جميعا" طلع هذا الصوت وهو صوت الحورة الفحلة مقاطعا زاجرا أختها مُحتقرةً لونها البيج لعزوفها عن الطعام والشراب حدادا مسترسلةً: " أنصتنا إلي أيتها الأخوات العزيزات، ما عهدت فيكن هذا الضُّعف وهذا الهوان أويذبل ويذوي هكذا سريعا من كان في الأمس القريب يضرب به المثل في عدم الشهادة إلا بعد تسليم أمانة الأجيال!؟ أنصتن إلي منتبهان أرجوكن وإلا أديتن بأنفسكن إلى تهلكة ما بعدها تهلكة ..ها؟ غاية .. حتى ريفنا الشرقي برمته حار فيكن، ولآن هو كلُّه بحقوله وبحوزاته ببراريه في سخرية من قوامكن البالي، أولم يقدس مجد الرب غير الحور سنة الله في خلقه؟ فكيف بكن تتحولن بين عشية وضحاها إلى مسخرة لأتفه الخلائق من حولكن؟ أنصتن إلي، عسى أن يجعل الله في رحيل ذاك الأخ العزيز صاحب الفضل والمنة شفعة لكن، فقد كان في مقام الأخ والوالد الطيب الحنون الرؤوف عسى أن يجعل فيه خير شفيع لكن ولمن سيولد من صلبكن، فأنظُرن إلى هذا الجماد وهذا العزاء المهلك بين الربوات والحقول، منه لا مناص سيبزغ فجر يوم جديد وسيخرج من قلب الثرى المعتم البارد حياة ملء الوجود هي، فلِتستمر لابد من تضحية. فطيّب الله ثراه وثرى جميع الصادقات المؤمنات، إنه بقدر عظمة النازلة التي فطرت القلوب وزعزعت الأرواح بقدر ما أشعلت أكسير الحياة، وأمدّت دمائنا الخضراء بطاقة الروح التي زرعها مُضي أيلول جُوى كامل الثرى المقلوبة والغير المقلوبة. أجل بقدر ما أصابتكن الفاجعة بقدر ما حملتن في يخضوركن بهجة روح المستقبل، فنظارتكن وجمالكن قدرٌ أحمق الخطى أغدقتها عليكن عيون الشمس من وهج العام المنصرم وهو على الدرب سائر، ثم إن خير البلية ما يفجع حقا ليكون امتحانا لنا نصلح به أحوالنا التي أفسدتها الحضارة بكل ما علق فيها من رواسب أوهام وأوبئة العصر، أوليس نظارتنا هاته هي من وحي القطيرات التي أغدق بها علينا ذاك الكريم الراحل منذ يومن فقط؟ أليس كذلك؟ مالكن سكتن ..


ـــ "بلى، بلى صحيح صحيح " رددنا في استحياء


ـــ إذن فقد كان العزيز الغالي يعلم علم اليقين أنه راحل ولو لم يكن على علم لما أتانا بتلكم القطيرات التي أنعشتنا وردت إلينا أرواحنا من حر الصيف ولهيبه، كان عربونا لما هو آت غير أنه لا راد لقضاء الله وقدره، مالنا إذن نقنط من رحمة الله الواسعة مع كل عام يؤوب؟ وقد شهدنا فرح الربيع وبخل الصيف وسنظل نشهدهما، لأن روح أيلول أرادت ذلك. وما رأيكم إذن وقد استعددنا لتأبين الراحل تأبينا يليق بمقامه العظيم.


ـــ أجل أجل، إنَّا كلنا موافقون على قرارك أيتها الحورة الفحلاء، قبل أن يفوتنا الوقت وننتهي من على كل هذه الدروب ومن هذه الأرياف نهاية لا قدر الله بدون بذور نجعلها خلَفَنا الذي تسعد به روح أيلول في هجعته الأخيرة، ونحن لا نخفيك الرأي أننا قلقون إزاء مستقبلنا فهلمي واجمعي التُّربات تحضيرا لتلك التأبينية قبل أن يلم د بنا الضعف ويعلوا خضرتنا صفرة تجعلنا هدفا سهلا للبراري فهلمي واسرعي.


   لقد خلت الطبيعة وهي إزاء الخريف خشبة مسرح من مسارح الحياة لكنها متفردة تلعبفيه الجورات والسروات والسنديانات لعبتهن باحتراف وتفنن، بل كأنه مسلسل غير منقطع الحلقات تارة تعلوه ترانيم أوركسترا ريحه وتارة تنخفض في مزاوجة لا تحدث فصولها إلى بإزاء أمنا الطبيعة وكمنجات جوقة معشر الصراصرة لا تكف،  فما أعجبها وما أغربها من خشبة مسرح ، لما راح بأزكى عبير يشد الشذي المعبق مباشرة على الهواء المفتوح ،كالأفانين متراصة زهوها كمرها لم يدع القدر للتربات من وقت فكانت كامنة السرائر فعزو جل سَبَق معهنّ سيفه العدل ، وبتهيؤ الخلق للسير خلف جنازة الراحل المشهود الذو الشعر المنسدل المخضب الأصفر الضارب إلى الحمرة ، طيب الله ثراه أيلول الماضي والحاضر والمستقبل، رفع الله برفعه إياه عنا ألم الحساب عنا وعن سائر الموجودات ودثر نفسه به، ولم يعد يُرى غير ثرى الخريف، هكذا نأمل أن تتم حكمته، فلا شتاء ولا ربيع، لا أرض ولا سماء المنتهى بانتهاء أيلول، أيلول الذي كان عمر الطبيعة وتاريخ الإنسان على الأرض، ولعله في نفس اللحظة التي انتهت حياته على أرضنا قد بدأ الرب ذو العزة والجلال يعد له عدة العود الأبدي كما جاء به في وعده كلمته في أول الخلق، لكن في مكان آخر من هذه الأرض، مكان بعيد غير منظور، فجلت قدرتك أيها الكريم المتعالي إلى حين يبعثون، ولجلالك عبر أيلول الذي كان نيشنُه المطر تحيةً من تحت قدميه الجارية حياة أردم من النبت الأخضر لمَّا انتهت حياة.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التِّرب: الأخت، المماثلة في السن، يستعمل أحيانا مع الذكور، الجمع أتراب

يُغشي النفس إربا إربا: ربما أن الكاتب يقصد: يجعل النفس تفقد الوعي نتيجة أزمات نفسية مصدرها ليس واحد.

[ السرائر التي في الطبيعة لا يفهم كنهها غير الركن المعتكف الشديد التأمل؛ إنها ملامح لأرواح مختفية في الطبيعة الصامتة بخاصة الأشجار الخالدة التي تزود الإنسان و تكاد تطابق واقعه الاجتماعي المجسد لكن بلغة الصمت التي لا يفهمها غيرها، من قرأ  قليلا أو كثيرا من رواية إسحاق موسى الحسيني "مذكرات دجاجة" سيجد بؤرا للتعالق لعل أولها تغير الزمن السلبي لما يدور الزمن من الفرج إلى الضيق  في رواية مذكرات دجاجة وتغير الزمن الإيجابي، تغير أكثر الفصول مدعاة للتدبر بحلوله ثم زواله السرمدي الأبدي في هذه القصة.] 

 

author-img
موقع تنويري فكري وشبه أكاديمي، يتغيا تقديم إضافات نقدية تخص تحليل الخطابات الثقافية ونظرية النقد والأدب متوسلا بجماليات التلقي والنقد الثقافي، كما يعنى بنشر إبداع قصصي جديد ليس له ما يماثله على الساحة الجزائرية، والمقال المتناول للشؤون السياسية والإعلامية والاجتماعية المقاربة للظاهرة الأدبية والمحاكية المكملة لها.

تعليقات