بوزيان بغلول
الملخص: النقديات ذات الصلة بقضايا اللغة والأدب والمسكوت عنه هي نقديات آخر الزمن لآخر حتّة (بقعة)، عنوان كتابنا هذا كان يمكن أن يأخذ اسما آخر أكثر احتراما وأكثر ارتباطا بالميدان النظري على الأقل لمجموعة مقولات ووجهات نظر عقلية تصب في خانة الحس النقدي الثقافي إذن في خانة النقد الأدبي أو العلم الأكاديمي لو لم نزل مشدوهين حيارى ـــ كعهدنا ـــ بإزاء إشكاليات عويصة مرتبطة بالزمن المواكب لكتاباتنا المناقشة لها في نطاق الحيز التاريخي، أو الأرض، أو البلد الذي عشنا فيه ونعيش فيه وسنعيش فيه. وكأنها "نقديات آخر زمن في آخر حتّة" بالفعل والتي لم أقدر على توجيهها التوجيه الأكاديمي اللائق بها، لتجدُر بكتاب يتناول موضوعات وإشكاليات من جنس النقد تمتح ومن أسسه ونظرياته وإشكالياته كواقع معنوي مجرّد صاحبُه يعيش في واقع عيني عملي وتطبيقي محسوس، أو ليس صاحبه بل الكتاب نفسه يعيش وكأنه قد هاجر إلى بلد وأرض ممسوخة، كل ما فيها هو تفتُّق مستمرٌ للإشكاليات والتوالد التناسلي للأسئلة حولها أو الأقرب إلى حولها، وكأنها أضحت نبات نابِت نبتا سرطانيا هنا وهناك وفي كل مكان حتى على أسطح المنازل الندية لأن البلد وكأنها أصبحت مُغطّات ببيوت بلاستيكية، أشياء غير طبيعية هي في كل ركن يحسبها الناظر طبيعة ساحرة وهي ليست كذلك .. إنه الزيف والوهم (بتعبير براغماتي "الباطل") المختفي خلف سديم من البُهرج والمظاهر الجُوانية المبهجة للأعين، إنه الباطن المخفي تارة بقصد وطورا دونما قصد، بدءً من علاقة العبد بربه إلى علاقة العبد بسلطانه إلى علاقة العبد بالعبد مثله وصولا إلى معضلة المعضلات كلها وهي: ما تكون عليه علاقة العبد بالعلم وبعقله وبروحه ونفسه؟ تهفوا إلى أخذ العلم والمعرفة الطبيعية الصرفة أم تنشد معها المثل العليا وقيم الميتافيزيقيات؟ ثم ما محل الضمير من ذلك كله؟
للمزيد انقر على الرابط: