القائمة الرئيسية

الصفحات

من الناقد اللا موضوعي (الجائر) إلى النقد الجائر أو "شيء من ذهنيات النقد عند العرب في القرن العشرين"

 بوزيان bouziane/ الجزائر


من الناقد اللا موضوعي (الجائر) إلى النقد الجائر.

أو "من ذهنيات النقد عند العرب في القرن العشرين"


     منذ ما يربوا عن حوالي تسع سنوات تقريبا قرأت مقالا بمجلة العربي الكويتية بعنوان "الناقد الجائر"* وإلى الآن ما زلت أتذكّره جيدا للعلاقة التي أصبحت تربطني بموضوعه الذي هو النقد الأدبي، والحق أنه لا بد على كل من تذكر أو قرأ شاكلة هذا المقال وكان له صلة بموضوعه جدير به أن يعقب عليه ولو تعقيبا بسيطا أو يقول لصاحبه الذي هو الناقد اللبناني جهاد فاضل بصريح العبارة "احمد ربّك" لأنه كان لديكم فقط ناقد أو اثنين من هؤلاء النقاد الجائرين، لأن جهاد فاضل في الحقيقة قام في هذا المقال بحصر هامشا فسيحا من النقد الجائر أو اللاموضوعي في "حفنة" من النقاد عبر تاريخ النقد العربي الحديث كله (إلى نهاية القرن العشرين) ثم نمذج لهما في ناقدين هما العقاد ونعيمة، وهو بأي حال من الأحوال لا يرُد "الجور" إلى المنهج وإنما إلى صاحب المنهج.

1. النقد الأدبي المعاصر: حقائق مغيّبة وأخرى مضمرة

   فإذا كان هذا واقع الحال بنقاد الوطن العربي آنذاك فما عساك أن تقول في وضع النقد ونقاد المغرب العربي اليوم، والذين لم يتمكن أحد منهم أن يتبوأ مكانة مرموقة عربيا إلا ما يعد على الأصابع؟ إنك حتما ستعكس الآية وتتحدث عن الناقد الموضوعي أو "الناقد المناضل" لأن هذا الناقد أو النقاد الحقيقيين من هذا الصنف أصبحوا كمشة في بحر من الجور والبهتان الراجع بالأساس إلى ضعف المناهج البنيوية التي اختاروها مناهجا لهم دون سواها (رسميا في الجامعات أو إعلاميا عبر وسائل النشر الإعلامية) قصد تحليل منطقي للنصوص الأدبية، الضعف هنا بمعنى منافرة إجراءاتها لطبيعة اللغة العربية والسياق الذي تحجزه المترسّب بالذهنيات المختلف عن السياق الذي ولدت فيه تلك المناهج ونمت واكتملت ثم انتهت، وهذا إن ما دل على شيء فإنه يدل (في ظل استماتة المنافرة الحضارية ماديا ومعنويا) على ثبات نظرية التعدد الثقافي والتحول الثقافي، فالمدرسة البنيوية إذن قد أذاعت "الجور" وعممته في جميع كيان النقد الأدبي المعاصر، فليس كأننا أصبحنا نعاني من "النقد البنيوي الجائر" بل فعلا أصبح الأدب العربي ضحية لهذا النقد على جميع المستويات خاصة الأكاديمية المغاربية، لأنه أصبح نقدا بنيويا وفقط؛ ليس له غاية الأدب التي وجد من أجلها وهي تحديد مكمن الجمال إلا ما غَمُض منها تحت مسميات: اصطلاحات غامضة كدلالة الخطاب السردي (وليس معناه) أو وصف/تشريح بنية الخطاب (الأسلوب) فكيف تصف أصواتا ونحوا وصرفا ودلالة ومعجمية دون أن تنسبها إلى صاحبها؟ فسيختلط الأمر وستجد أن هذا الأسلوب مكرر في نصوص عدة! فما أهون إذن هذا النشاز أو النذر القليل من جور النقد الحديث (التاريخي، والنفسي، والاجتماعي) والمعياري وإلى حد ما النقد الانطباعي (والناس تفهم أن الانطباع هو انطباع وفقط، لا هناك معايير ذوقية وجمالية خلف العملية الانطباعية) كالذي ذكره جهاد فاضل في مقاله الناقد الجائر مقارنة بجور مدرسة نقدية بكاملها.

   أجل، فالموهبة والقريحة سُوِي بينها وبين اللا موهبة واللا قريحة تعسفا من قبل البنيويين فأدرك الضعف النقد والأدب مع البنيوية لأنها أهملت الجوهر وهو توصيل المعنى بجمالية وقد ساءت البنيوية بفروعها كالسيميائية والأسلوبية البنيوية ولم ترُق كثيرا ـــ من هذا الجانب جانب جفاف الروح الإنساني ـــ كل نقد وراءه أدب أصيل في مشرق الوطن العربي بخاصة في مصر ولبنان عكس الأقطار العربية التي انبهرت بتلك المناهج التي تمتح أو تستوعب كليا منهجها مما اكتشفه ديسوسير ودعاه بالنظام اللغوي أو علم اللغة الحديث أو بنية اللغة أو اللسانيات حيث سوى البنيويون بعده ـــــ نتيجة هذا التمثّل ــــ بين لغة التواصل ولغة الأدب ومن المعروف أن اللسانيات لا تعطي الأولية للأصالة لأنها تعتبر اللغة الإنسانية متغيرة في حين أن العربية لغة مستقرة* وغير متطورة، وأصيلة أصالتها مِن معاني راسبة في التراث اللغوي والإبداعي لأمتها، والمعاني مِن التعبير والتعبير مِن البلاغة، وهذا كله مفتقد في المغرب الذي له إشكالية وليس مشكلا مع اللغة العربية(وعلى المهتم النظر في مقالاتنا ذات الصلة)، فهنا لم نصبح بصدد ناقد جائر من ناقد نزيه بل بإزاء مدرسة نقدية تقف وراءها دوجما فلسفية وبجيل كامل من النقاد البنيويين الذين أساءوا إلى الأدب وإلى أنفسهم عندما تملقوا الرداءة والضعف؛ عندما طرقوا انتقاء نصوص من نصوص يحللونها على جميع المستويات أكاديمية، مدرسية، وصحفية تحليل الإجراءات الصماء، تركيبا وتفكيكا، لا تحليل الماهية ثم ببيع ضمائرهم وذمتهم بخاصة لمعشر السراد شعراءً أو نثارا بعينهم. سرّاد طالما تملقوا النظام بدورهم في سلسلة زمنية وأخرى في سلسلة مستوياتية، ليجعلوا من هو فوق منهم شعراءً و روائيين وأساتذة أكاديميين شكلا لا مضمونا ورغم أنف النقد والأدب، ولا يفوتنا في هذا الصدد ذكر أستاذ التعليم العالي في تخصص نقد الأدبي يطلب وهو بإزاء شيء اسمه "علم النقد" الذي هو نقد يا عباد الله، والنقد كالماء الطاهر يجب أن يبعد عن جميع الزيوت والمواد الدسمة فكيف إذا ما أُقْنِعت بإصرار وترصد أن النقد هو الاستحسان والمجاملة والإطراء والتملق فقط في أقسام اللغة العربية وآدابها الجزائرية، أجل وفي ملحقة ابن عكنون بالعاصمة ستجد أن الأستاذ محاضرا أو مساعدا يجعل طلبتهم في الليسانس كما في الدراسات العليا يتنافسون لأجل تملقه مدحا وإشادة وتكرما بالشكر الكثير وبدون أي يقدم لهم أي مقابل، فهو أولا يتمثّل السياسي وواقع سياسة نظام بلده الأيديولوجي في هذا الشأن ثانيا وبمنتهى الدقة؛ أي أن الشكر المتدفق يأتي في المقام الأول وبعدها يرى في طريقة نموذجية يؤطرهم بها تأطيرا مناسبا كأنه  تحت قبة العمل الحزبوي لا تحت مظلة العدالة والقانون، إذن التنافس في هذه الحالة غير عادل لأن هناك الطالح والصالح وسيكتفي الطالح ـــ لأنه طالح ـــ بأن يُمعن أستاذه بصيغ المجاملات وبسرعة البرق يصبح مثله بروفيسورا وهكذا تدور الحلقة. ثم أتناسيت مرتبك؟ ألست موظفا تعمل بمرتب؟ ثم من هو الذي يتقاضى أجرته دون عمل؟ أليس هو الغشّاش المحتال الذي نال منصبه (شهادته) بالغش والاحتيال؟ إذن عفوا فلا شكر على واجب، الصحيح هو العكس تماما أن يقدم الأستاذ لطلبته معارفا بطريقة ما وبعدها إما أن يستحق عليها شكرا كبيرا أو شكر حفظ ماء الوجه فقط إن هو أخل وانتقص، أما العلامة الجيدة فلا تعود أبدا لأفضلهم مدحا بل لأفضلهم إلماما بالإجابة فقط، فأنت لست شيخ طريقة ولا نبيا بل مجموعة من المعارف المادية القابلة للنقد والتصويب في كل حين، فألا قبحا لك أيها الزيف وأيها الضمير الميت المحمي من أيديولوجيا أكل عليها الدهر وشرب.. فالتعلم أنه وفقط متى انتهيت ينتهي التخلف، وهو معنى الآية: أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا من بأنفسهم.

   ونحسب يا جهاد يا فاضل أنك لو قارنت هؤلاء الأساتذة النقاد والمبدعين بين قوسين عندنا بأوهن سارد أو شاعر مصريين من جيل التسعينيات لحكمت عليهم دون تريث بالنويقديون والنويثريون والشويعريون. ليت شعري حسبك أننا ألفيناهم كلما أنهو مرحلة التخرج أو دراسة من دراساتهم، أبدا ودوما لا يكفون يكررون فلان أحاط بتقنيات الزمن إحاطة وافرة وعلى جميع المستويات، بيد أنهم تناسوا أن صاحبهم لا يعرف ما معنى كلمة غسق وما معنى كلمة الهزيع! وعلان كرّس بشكل فني واف تقنيات الاسترجاع والحركة السردية في خطابه السردي لكنّه لم يخطر في باله أن مبدعه ذاك لا يعرف ما معنى كلمة اختزل وما معنى كلمة انجر وما معنى كلمة لفّق وما الفرق بين عقّب وعلّق كل هذا لا يعرفه فهو غير مجبول على العربية! فما بالك باختيار الكلام وانتقاء المفردات فعندئذ سنتحدث حتما عن "الركاكة المزمنة" مع ذلك فهي متوجة حاملة لأعلى الشّهادات، فأنتم تحملون الشّهادات عن طريق تملق بعضكم بعضا وليس المعارف الجديرة بمستوى ماجستير أو دكتوراه، والشهادة ما هي إلى اعتلاء القمة والكرسي لتفخيم الذات والتكبر عندكم نتيجة لضعف شخصياتكم على جميع المستويات، أما أخطاء النحو والصرف والإنشاء فحدّث ولا حرج، إنك ستسارع إلى وصفهم بأنهم كتاب تلصيق (تركيب) لا كتاب إنشاء (إبداع) ثم وجدناهم بعد ذلك يجزلون لموكليهم جزيل الاعتراف بالموهبة والإبداعية، بدون توقف عن شكرهم شكر التملق كخاتمة لنقدهم البنيوي الموضوعي أو "العلمي" كما يصطلحون!

   لذلكم كم كان الناقد الفرنسي دي مونتاني (1533 ـ 1592) على صواب حين قال أن التأويلات المتعلقة بالتأويلات توجد أكثر من التأويلات المتعلقة بالأشياء ذاتها، وتوجد كتب عن الكتب أكثر مما توجد عن أي موضوع آخر، ولسنا نقوم ـــ معشر الكتاب ـــ سوى بمحاكاة ضد بعضنا البعض: إن الدنيا مليئة بالتعليقات والكتاب، والسوق فيها نافقة، وبعد قول هذا الكلام بأربعة قرون لم يفقد من مصداقيته شيئا، فالمعادلات العنيفة التي انطلقت في الستينات من القرن العشرين حول ما سمي ب "النقد الجديد" كانت بواعثها المباشرة الظاهرة متمثلة في مسائل المنهج لكنها كانت في أغوارها البعيدة تطرح قضايا شائكة مدارها دور النقد في قراءة الأدب، وهذا الدور ضروري في رأي بعض الناس ومهلك في رأي البعض الآخر.

     لا يمكننا أن ننكر أن ضربا من الإرهاب المنهجي والإيديولوجي قد أثر في تدريس الأدب وفي الإنتاج الأدبي ذاته منذ عقود من السنين، منذ الانحراف الذي حصل باعتبار كلام الناقد أهم من نتاج كاتب الأدب، وقد تساءل المعارضون لهذا الانحراف: "ماذا تقولون لهؤلاء الذين لا يرتاحون حتى يجعلوا عملك الأدبي في شكلهم كأنهم يملكون مفتاحه؟" لكن هيهات فالغلبة لقوة السياق السوسيو ثقافي حيث السياسي يسن الأيديولوجيا فتحمي نظامه طبقة مؤلفة من نخبة وشعب ( أيديولوجيا دينية) جدلا؛ لأنهم يتخوفون من أن تنقطع رواتبهم عنهم ودائما ما يترتب عن البحث عن المصلحة المشتركة بينهما إقامة الحلف الاستراتيجي بين الأيديولوجيا السياسية والأيديولوجيا الدينية والضحية دائما هي النخبة المستنيرة التي تنقد بمصداقية العلم والضمير الإنساني وحدهما، وبالمثل أصبح الواقع المعاصر أيا كان ينسخ خطابه من الخطاب الأعلى الذي ينضوي تحته باسم القانون أو المبدأ بغض النظر عن توجهه السياسي يقع بالقرب من الليبرالية أو بالقرب من السلطوية؛ بأن يترك الخطاب النقدي يتوانى في إنهاك النص الذي يكون موضوعا له وذلك باسم تناسق مختلف أو باسم يقين منهجي، وقد كان النقاد عبر العصور قد وعوا أن المثقف يسلخ نصا أو عملا أدبيا بكيفية ماكرة، وهو يقدم ترهات من أجل تشويه قاتل. فمنتسكيو سبق له وأن شبّه النقاد بجنرالات الجيش الأشرار الذي يلوثون مياه البلد عندما يعجزون عن احتلاله.

2. إما النقد أو المبايعة: نحو إقامة الحواجز والحدود بينها وأصل النقد الاستهجان المعلّل

  هل يكون النقد قاتلا للأدب؟ إذن التواطؤ على الاستحسان فقط ورد الخدمة والمنافع الذاتية فقط. إن النقد لازم للأدب بالقدر ذاته، ولكن المفارقة في كون العمل الأدبي محتاج إلى خطاب يشرحه بل إنه يستدعيه باعتباره ينتمي إلى عالم اللغة واللغة نفسها إبداع. ولكن يمكن دائما أن تأتي حالات يجنح فيها النقد إلى الاكتفاء بذاته وإلى أن ينحّي العمل الأدبي فيجعله مجرد تعلّة!

   لعلّنا عندما نذكر النقد بقولنا "النقد" هكذا بإيجاز وحسن تخلص نكون عرضة حينئذ للنقد أكثر من الرضا والاستحسان ذلك أن التحولات السائرة بهذا العلم عقد بعقد منذ أوج تطوره سنوات السبعينات سرت به من الضد إلى الضد، أي كادت النقود البنيوية أن تخرج من إطارها البنيوي عائدة إلى النقد الكلاسيكي التقليدي (الاحتفاء بالمؤلف وبالمجتمع) ذلك لا مفر لنا عند ذكرنا لكلمة "نقد" من إلحاقها بمفردة "سرد" ذلك أن المنهج السردي سيحمل آفاق واعدة للنقد نفسه بل سيحل محله عندما يموت هذا الأخير بمناسبة بلوعه القرن من العمر، وكما هو معلوم العلوم بكل تفرعاتها ومدارسها وتياراتها الفكرية تعيش زمنا مهما طال وتضمر إلى أن تأفل ويقر العام 2060 تاريخا لمولده (السرد) المفهوم الذي يحمل معنيين؛ أولها نظرية النقد الأكثر تطورا في العالم بما حوته من علمية وموضوعية والمعنى الثاني النظرية السردية المعروفة التي تتناول رؤية الرواة بأنواعهم إلى الشخصية والى العالم كون أن هؤلاء الرواة بأنواعهم لن ولن يحركوا ساكنين إلا بعد أن يبث الكاتب المؤلف من روحه شيئا لتسري فيهم وتتحد بهم من خلال رابطة جدلية بين المادة/ الهيكل الشكلي (la forme) والروح ( العالم الخارجي الذي يكمل عالم المادة) وهو مقاربة قيمية للطبيعة والكون لا بد وأن تكون مهما اعتراها من استعصاء زئبقي، ومن هنا إلى ذلك اليوم المدرك لا محال في مسار تطور نظريات النقد، لا بد لهذه الأخيرة أن لا تقف مكتوفة الأيدي في سياقها العربي (العالم الثالث) بل لابد لعلمائها من الإسهام بدعمهم لإقامة الحدود والحواجز بين النقد البنيوي "السردية" عن طريق إضفاء الروح عن الكون والقيمة المضافة على عناصر الشكل، وهل كان الإنسان في عالمه المغلق الإحكام إلا عنصرا جاريا فيه مجرى الأشكال بحثا عن معنى يضيفه إلى قيمته!

   مازالت القصة الجيدة، والرواية الجيدة، والقصيدة الجيدة، والنقد الجيد باختصار مازال الأدب الجيد هو ذلك الأدب الذي به شيء من جمال، خطاب يستحسنه القارئ بل هو الذي يرفعه إلى مصاف الأدب وهو الذي يحطه عنه سنة الله في خلقه (ولا نعني بالقارئ الذي يعرف القراءة بل حتى من يسمع النص وكان أميا) فيبقى بفضله هنا سدا ضد عوامل الزمن كالطود الشامخ، وهذه القاعدة قديمة قدم الإبداع نفسه لكن قد تناساها الزمن وطمسها العرف تحت حجج غاية في المكر والخديعة وهي تلك التي تدخل في تاريخ الطغيان واضطهاد الإنسان لأخيه الإنسان تارة باسم العلم والعدالة وتارة باسم تعاليم الناموس الأعلى المقدس، وربما في توافق عجيب بينهما معا برغم التنافر الطبيعي بينهما إلا انهما قد يتفقا لأجل مصلحة ذاتية مشتركة بينهما، أي أن مستوى الأدب في أي بلد (ويتبعه النقد آليا) مرتبطا ارتباطا مباشرا بما يميز حياة البشر؛ فإذا كانت حياتهم راقية يسودها العدل والديمقراطية قام الأدب مقامه، ورجع إلى طبيعته التي تميزه عن سائر العلوم (العاطفة والعقل معا) وإذا كانت حياتهم وضيعة يسودها التسلط والاضطهاد بالمحاباة والاستقواء فانه يتراجع فيهم وينتكس على عقيبيه مستنسخا مطامحهم الشخصية معليا لقيم الظرفية فسرى فيهم أدبا ونقدا عصبيا عصبويا/فتويا تمقته الفطرة وتزدريه الذائقة بل وترفضه اللياقة والسريرة وفطرة الإنسان، لكن تحت إرادة القوة يتغير كل شيء ويضيع الأدب لما يحجر عليه في مغاور الفساد والعنجهية ما شاء له أن يضيع..

    كل منهج من مناهج النقد الأدبي هو في حقيقته حصيلة تجارب النقاد وممارستهم لعملية النقد خلال عصور طويلة. واستخدام هذه المناهج مفيد من قبل النقاد طالما نظروا إليها على أنها أضواء كاشفة على طريق النقد. أما إذا نظروا إليها على أنها قواعد وقوانين واجبة الاتباع فإن ضررها يكون أكثر من نفعها على النقد والناقد.

   أما ضررها على النقد فيتمثل في أنها تفسده وتخنقه وتقضي على روحه، وبالتالي تؤثر في الأدب وتحاول أن تفرض عليه ما ليس في طبيعته، وتتحكم في حريته وانطلاقاته التي هي مصدر إبداعه وابتكاراته.

   وأما ضررها على الناقد فيتمثل في أن تقيّده بأصول هذه المناهج وحدودها من شأنه أن يجعله عبدا لها، وأن يضعف من شخصية الناقد فيه، وأن يُجمّد نشاطه الخلّاق، وأن يحُدّ من روح التجديد والابتكار عنده، تلك الروح التي تعينه على أن يضيف جديدا إلى التراث النقدي.

   أوليس أن الآداب الصغرى المهمشة الطريحة الفراش لا تعرف إلا بأشكالها وببنية نصوصها؟ ويتجلّى هذا الطرح في محاولة الناقد البنيوي الجزائري والمغربي التغطية على فقدان الموهبة والمقدرة الإبداعية بالتحليل البنيوي، برغم ادّعاء العلمية والأدبية تتجلى شيمة عصبية في إصرارهما المتواصل بعد الذي كان من نقد متواصل مستمر ثقافيا وخطابيا وتداوليا للمناهج البنيوية قصد وضعها في المتحف كما وضعت في مواطن انبعاثها منذ ثلاثين سنة خلت، وهذا الإصرار إنما هو قرينة الضعف (بل لأنها إصرار على الضعف كإصرار الدفاع عن القبيلة في العصر الجاهلي، وهو دفاع لا يأخذ في عين الاعتبار صواب الفكرة والرأي والحق لأنه قد أعماه التشنج العصبي للقبيلة التي في هذه الحالة الجزائر وسط عالمها العربي، فما أحوج الأدب العربي الجزائري المعاصر ونقده إلى مقولة الدرجة الصفر في الكتابة على المستوى التاريخي والاجتماعي الذي ينشطان فيه الناقد والأديب قبل المستوى النصي، كون أن اللحظة المغلقة التي نسميها اللا تاريخي ــــ التزامني ــــ من صنع المفتوح التاريخي فيكيف نصنع درجة صفر في الكتابة في المصنوع وهي مفتقدة في الصانع؟)

    نخشى أنّه كان حري بمقال جهاد فاضل "الناقد الجائر" أن يعنون بــ "المدرسة الفلانية النقدية الجائرة" وهي في أيامنا مدرسة مضللة موهمة بالأدبية وقد مضت في ضلالها وغيها عقودا كثيرة عندنا في المغرب العربي، وهي منها ومن الإبداعية براء براءة الذئب من دم يوسف، خدمةً للذات ونرجسيتها المغطية على هزال تاريخي اتجاه العربية وآدابها بأيديولوجية أنظمة بلادهم المتخبطة وما زالت في التخلف من هذه الزاوية المؤثّرة على كامل الميادين والقطاعات بما فيها التعليم العالي والبحث العلمي بخاصة العلوم الإنسانية (النقد والأدب والتاريخ) و وسائل الإعلام ودور الثقافة حتى.

   ليت شعري، من أين يستمدد كل علم أكاديمي بخاصة علوم النقد والأدب ـــ كونهما علمان إنسانيان ــ مرجعية قانونه الانضباطي وروحه العلمية المتعلقة أساسا بالنزاهة، الموضوعية، وعدالة وصدق الضمير؟ لولا أنه يستمدّهما من طبيعة النظام السائد في البلد؛ حق الاختلاف والتعدد الثقافيين فيه إما مكفولة بشروط أو غير مكفولة أصلا؛ لأن الثقافة تقع تحت سلطة السياسة في بعض الدول بخاصة المتخلفة منها وليس تحت سلطة القانون الدستوري الواضح في تشريعه للقوانين الخاصة بكل مناح الحياة، من البسيطة إلى الفكرية والثقافية بما فيها حق حرية التدين، إذ يعد هذا المكون الثقافي وسيلة في يد المؤسساتية مستمد من نظام الدولة تقهر فيه العلم والبحث العلمي وتضطهده بعد أن تقهر أصحابه وتضطهدهم؛ إما برميهم في التهميش واللا جدوى أو لا تتعامل معهم إلا باللاموضوعية واللانزاهة لما كانوا لا يسايرون ربما دستورهم الذي يكفل حرية الأفراد والأشخاص لكن النظري شيء والميدان شيء آخر إذ في هذا الموضوع التلفيق والتنفيق هو سيد الموقف، فلا قانون ولا حام ولاهم يحزنون يقف ضد الردع الاجتماعي اللاشعوري على جميع المستويات، لذلكم عندما قلنا أن النقد بين العادات السيئة والتقاليد البالية فإننا قصدنا حرية الإرادة بين العادات السيئة والتقاليد الدينية؛ فلا علم ولا عدالة بدون حرية الإرادة التي عندما تُستلب يُفتقد الضمير فتغدو الأيديولوجيا تقلّب العلم وتشويه على نار عواطفها ورغباتها كما تشاء.

   ولم أقع هناك رسميا وغير رسميا في مضارب النقد الجائر (الذي نحسبه كذلك فرضا) عندما وقعت، على غير الهزال والنعرات النفسية التي أضحت عادات. أما الهزال فهزال مستفحل بيد أنه غير شامل؛ حيث دائما هناك نسبة متبقية تقابله وهي لابد أن لا تكون إلا نسبة (بالنسبة لهذا الهزال) مهمشة، وإذن فنحن لا نعني بالهزال أيديولوجية دينية أو سياسية أو عرقية بل نقصد بالهزال فقر اللغة المزمن والتواضع الشديد لمستواها والذي ساهم في ذا الحال النعرات النفسية (أو العصبية التي يتميز بها أصحابها) وهي التي نعني بها التعود على نرجسية الذات (تضخيم وتفخيم الذات) وتعود نرجسية الجماعة/المنطقة فالتعود هنا مؤشر ثقافي منهجيا وتفهمه من معنى اسمه؛ فهو من العادة والتجربة التي تهملها مناهجهم النقدية العقلية بين قوسين باتجاه لاشعوري نحو تجميل السيء والقبيح. أما نرجسية الذات فشيء مفروغ منه لأن علته غالبا ما تكون سوسيو ثقافية، وان الذي يهمنا هنا هو نرجسية المجموعة أو التكتل البشري من الحومة إلى الحي إلى البلدة الى الدائرة إلى المدينة وهي بالذات النرجسية التي توهم للهزال أنه القمة الشماء الانتماء إلى مدينة ساحلية كبرى كالعاصمة أو وهران أو عنابة توهم لقاطنيها رسميين وغير رسميين انهم أفضل من غيرهم المجاورين وما بالك بمناطق البعيدة نسبيا في السهوب والصحراء فهم حينئذ أفضل منهم بكثير، وهذا اللا شعور الجمعي أن صح تعبيره الذي اصبح بالعادة يثبط ويركن بمستوى النقد في جامعات هذه المدن ـــ وهي واجهة شئنا ذلك أم أبينا ــ إلى الخلف ويشده حيث لا شيء غير الجور واللا موضوعية؛ فهو تصور واهم جدا ومتعربد جدا كون أن المتعامل مع اللغة العربية الذي من منطقة السهوب كالمدية والمسيلة وتيارت والذي لم يترعرع على قراءة اللغة من النصوص الأدبية أفضل من الذي من العاصمة، وما بالك إذا هو ترعرع على قراءة تلك النصوص، فإنه حينئذ سيكون حاله أفضل بكثير من الحساسية "العادة اللا شعورية" التي رهنت مستوى اللغة العربية أدبها بنقدها وما زالت لا تسمه إلا بالهزال والسلوكيات النرجسية أبا عن جد.

   ثم انظر إلى الصورة التي ارتسمت عن جور النقد الأدبي في مخيلة ناقد صحفي له ماله وعليه ما عليه كالناقد اللبناني جهاد فاضل، وقد سمح ثبات هذه الصورة لديه ولدى أقرانه ومجايليه في النقد الأدبي الصحفي من ممارسة تعسف على النقد الأكاديمي الموضوعي بعض الشيء، فمن أين ارتسمت لديهم تلك الصورة "الجائرة" ــ والنماذج كثيرة ــ صورة نقد العقاد لشوقي، ونُعيمة لجبران، ومحمد إقبال لطه حسين، وجابر عصفور لعبد العزيز حمودة وعبد الصبور شاهين لنصر حامد أبو نصر.. لولا ذلك الغموض أو قل ذلك الإبهام الممتد من النقد الأدبي الأكاديمي، لأن الناقد الصحفي يستمد معارفه النقدية منه، ونتيجة لأن الصحفيين أكثرا تحررا من الأكاديميين لأنهم مسؤولين أولا وأخيرا أمام القراء وضمائرهم، ناهيك عن معايشتهم للواقعين السياسي والثقافي أكثر منهم، لذلك أمكن لذلك كله أن يصوِّب نقودهم بل وينّميها باتجاه درجة من الدقة والتشعب المعرفي، تصويب إما أن يضفي إلى قمة القمم أو لا قدر الله حدوث الزلل في الانحراف عن المنهج ليقوض كل ما فعلوه، فيبدوا نقدهم وكأنه يعتريه النقص من الجانبين معا الموضوعي (المنهج) والمعرفي /المعارف والتراكمات الثقافية، أجل فإن الغموض الذي ضرب طيلسانه طلاسما على بعض العلوم الإنسانية كعلم النقد الأدبي سنين عدة يستمد من غموض وفوضى المؤسسات الرسمية التي من نظام البلد، لاريب في أن نجد جهاد فاضل يستميت في دفاعه على شوقيا وجبرانا ضد العقاد ونعيمة على التوالي ثم مضيفا مقاله ذلك إلى مؤلف نقدي أسماه " أسئلة النقد حوارات مع النقاد العرب" لا يضاهى في مستواه بل قد يفوق لغة واستقراءً للنتائج والشواهد من الواقع وسوقا للبراهين والأدلة الدامغة لمؤلفات الأكاديميين في هذا الصدد

   ومن يمتلك ناصية المنهج، نقصد ناصية اللغة الشارحة كما يمتلك ناصية اللغة بمقدوره أن يكتشف أن ما جور العقاد على شوقيا ولا نعيمة على جبران إلا نوع من اختلاف ثقافي زائد نكهة التنافس والغيرة: الأول على مستوى إسلامية كل منهما إذ أنّ الأول يميني أرستقراطي شعريته من حرية إرادته، بينما الثاني يساري ملتزم وقد أوصله التزامه "السوسيو الثقافي" فعلا إلى السجن، وهذا المكون الثقافي هو المكون المضمر في نقد العقاد لشوقي نقدا جائرا، فحرّية شوقي تجعله ينقد الجميع شعرا (عدا النبي الذي قال فيه قصيدة العصر الحديث) ودونما عقبة الأيديولوجيات لتي كانت مستفحلة آنذاك، وكذلك الأمر مع جبران لأنه مبدع ينتقد من موقع ثقافي: مسيحي ومثقف حر، الكل لا يعلوا عنده عن مشارط النقد إبداعا أو نقدا عدا تعاليم المسيح الحقة وهي في أغلبها تقاليد كاثوليكية بالية وليست بروتسنتية، فتعاليم وثقافة الكاثوليك جميعها اعتراها الانحراف عنده، لذلكم عَرف ناقدا منافسا له هو ميخائيل نعيمة المسيحي المتعصب لهوامش هذه الحرية من هذا الجانب أو من جانب إحقاقه التراث الصوفي والعقلاني الإسلامي وأنصافهما وهي الثقافة التي أتاحت لجبران شهرة غربية، وتوجته قلما وبارزا نادرا إلى أيامنا. هذا ما تقوله نظرية النقد الثقافي التي لا تستغني عن المناهج البنيوية في تحليلاتها الثقافية عكس ما يقول به قطبها على المستوى العربي عبد الله الغذامي. ونخشى أن جهاد فاضل في مقاله "الناقد الجائر" كان هو الآخر جائرا على النقد الأدبي وأقرب منه إلى نقل الخبر الإعلامي منه على الوقوف ــ على الأقل ـــ على بعض إشكاليات النقد الأدب المعاصر، فهو قد بدأ مقاله بالقيل والقال ثم بأحكام القيمة الإعلامية/الخبرية (أي من وقف مع من؟) وحتى الأحكام الجمالية الإنشائية موضع النقد حُجّة نُعيمة وفي جبران شوقي على التوالي؛ قائلا بالسوس الذي نخر شجرة فلان، وبالكراهية، والتحامل، والأنانية، لا لينهيه بشاهد لفنسنت ليش أو عبد الله الغذامي أو ستفن جرينبلات لكنه أنهاه ـــــ ويحسب أنه إثر ذلك بإزاء المنهج النقدي الأدبي هو وصاحبه أركون الذي استشهد به ــــ بيد أنهما في الحقيقة كليهما انصرفا عاكفين عن الخوض في لب القضية المنهج الموائم  لموضوعهما (الخلاف الثقافي في النقد الأدبي المتحول إلى صراع ظاهر ومضمر) وهو التأريخانية الجديدة إلى تأريخ الفعل ورد الفعل الأول مستحضرا القيل والقال والثاني لذهنية الفلاسفة والمتكلمين.

  أجل، فأصل خلاف الأمس بين نعيمة وجبران والريحاني من جهة والعقاد وشوقي من جهة أخرى والذي وصفته بالجور يا جهاد فاضل إنما هو الصراع الثقافي الذي يمتح مبادئه ومعطياته من واقع الأنظمة العربية؛ فإن من الأنظمة الفاسدة التي تتبنى وتحرس مثل هكذا جور وهكذا فساد وتخلّف الأنظمة التي تعرف بأنها أنظمة جبروت وتسلط عسكري وتنعت "بالنظام العسكري" ونظام الحكم في الجزائر ليس نظاما عسكريا كما يتخيل الكثيرون؛ بل هو نظام رجعي منتكس يتوق إلى الأيديولوجيا ضد الإمبريالية وضد الاستعمارية، برغم أن الإمبريالية والاستعمارية انتهت بانتهاء القطبية إلا أن هذا النظام الأيديولوجي مازال متمسكا بتوجه السياسي توجها استراتيجيا، لأنه شكّل مرحلة ساطعة من تاريخ الجزائر الحديثة، أي أصبح تاريخ ومكون تضاريسي لهوية الجزائريين التي في حقيقتها هوية متضعضعة أصلا؛ فالنظام العسكري الحق هو النظام الذي يتواطأ على الجور والفساد والتخلف بتواطؤه مع الدين السياسي، والنظام الجزائري منذ الاستقلال حام حمى التعددية والديمقراطية وحرية الإرادة والتعبير، والمدافع عنها ممّن هم أعداؤها الحقيقيين، وهم الأصوليين المتمسكون بالتراث السلفي.

   وخلاصة القول أنه للغة العربية أدبها بنقدها خصائص لا تتمتع بها باقي اللغات الحية، ولذلك فإن أولى هذه الخصوصيات الانفلات من النظرية النقدية العلمية، لذا قيل أن العملي شيء والنظري شيء آخر ، أما نقد "القسر" و"الاختزال" والترويض وما إلى ذلك من إجراءات فعمليات إنهاك وتشويه والحاق الجور وليس بالنقد العلمي، وثاني هذه الخصوصيات أن اللغة فطرة وسليقة وكل إنسان له غريزة لغوية، إن لم تكن اللغة العربية فهي الفرنسية وإن لم تكن هي الفرنسية فهي الأمازيغية أو اللهجة أو العامية (الدارجة) وطبقا لنظرية تشومسكي في اكتساب اللغة فإنه لا يوجد شخص ضعيف لغويا، أبدا، ومقولة الضعف في اللغة أدبها بنقدها لا تصدق إلا أشخاص وأناس بعينهم وهم الذين يقولون بها أو يعتقدون بها، وقد تثقفوا بأيديولوجيا الإقصاء والإذلال ومهانة أنفسهم قبل إذلال لغتهم أدبها بنقدها التي هي من إذلال وطنهم.

 



* . المقال غير متوفر على الشبكة العنكبوتية غير أن هناك مقال تعقيبي للقراء عليه على الرابط:

مقالات من مجلة العربي بين العقاد ونعيمة وجهاد (3rbi.info)

*. تحت هذه الذريعة مضى المغاربة وخاصة النقاد الجزائريين والمغربيين في النيل من اللغة العربية نحوا وصراف ومعجمية بتوليد ألفاظ لا علاقة لها باللغة العربية لأنهم بصدد اللغة الشارحة أو التفسيرية الموازية للغة النص الأدبي meta-langue التي تبسّط ولا تعقد حسبهم، لكن هيهات مازال هناك أصل عربي قح يذم هذا الفعل، ويعده من قبيل الاحتيال للتغطية على الهجونةـ وعدم القدرة على انتقاء أو اختيار اللفظ المناسب للمقام أو السياق المناسب.  وهنا لا بد من التوقف عند هذه النقطة التي نقطة جوهرية تخص المناهج البنيوية ــ بالإضافة الى نقطة جوهرية ثانية وهي اختلاف البنيوية الفرنسية ذات الخلفية الفلسفية العقلانية مع نظيرتها الأنجلوسكسونية التي خلفيتها الفلسفة التجريبية ـــ  وهذه النقطة التي نعني هو غياب الفطرة/ السليقة عند أوائل النقاد المغاربة ــــ وحتى عند غالبية الجيل الجديد ـــ فالتحكم في اللغة الفرنسية لا فائدة مرجوة منها دون تلك السليقة التي تجعلهم يترجمون المفاهيم والمصطلحات دون السقوط في الغموض، فهم لا يخترون اللفظ المناسب للمعنى المناسب، ويستنتج الدارس هذه النتيجة من خلال مقارنتهم بالبنيويين المشارقة بغض النظر كما ذكرت عن الخلفيات الفلسفية للبنيوية الفرنسية والبنيوية الإنجليزية.

author-img
موقع تنويري فكري وشبه أكاديمي، يتغيا تقديم إضافات نقدية تخص تحليل الخطابات الثقافية ونظرية النقد والأدب متوسلا بجماليات التلقي والنقد الثقافي، كما يعنى بنشر إبداع قصصي جديد ليس له ما يماثله على الساحة الجزائرية، والمقال المتناول للشؤون السياسية والإعلامية والاجتماعية المقاربة للظاهرة الأدبية والمحاكية المكملة لها.

تعليقات