جدل خطاب النقد الثقافي العربي المعاصر: نقد ثقافي أم نقد الثقافة؟ تحليل خطاب كتاب "النقد الثقافي قراءة في الأنساق الثقافية العربية" لعبد الله الغذامي أنموذجا.

 



جدل خطاب النقد الثقافي العربي المعاصر: نقد ثقافي أم نقد الثقافة؟ تحليل

 خطاب كتاب "النقد الثقافي قراءة في الأنساق الثقافية العربية" لعبد الله

 الغذامي أنموذجا.

بـوزيان بغلـول(*)    

الملخص: كان بإمكان بحثنا أخذ عنوان "نحو نظرية نقدية ثقافية عربية جديدة: من نقد الأنساق الثقافية الفردانية إلى نقد الرؤى والأنساق الثقافية النمطية" تبعا للمتغير الثاني في بحثنا ألا وهو تغيرات الخطاب النقدي الأدبي بتغير الخطاب النقدي الثقافي، والعكس يكون غير مضمون إجمالا، ونحن أمام فرضية أن الخطاب النقدي الثقافي العربي المعاصر أعمق إحكاما في توليد الإشكاليات ورعايتها من نظيره الخطاب النقدي الأدبي المعاصر، بل أن هذا الأخير ما هو إلا تحصيل حاصل لنشاط الخطاب النقدي الثقافي؛ فإذا كانت سمة الخطاب النقدي الأدبي العربي المعاصر هي التحول أسوة بنظيره الغربي فإن لإشكالياته العويصة التي من إشكالية التنافر أو اللا تطابق منذ بدايات تكونه وجوهرها مفارقة وظيفة اللغة لوظيفة الأدب لوظيفة للغة التي في اللغة أو الخطاب، إلى الإشكالية التي تجمع اللغة والأدب والخطاب وهو استحالة الدراسة العلمية للمعنى الذي هو جوهر وظيفي لكل واحد منهم. إلى إشكالية الإشكاليات وهي سلطة التمركز السلطوي ثم القسر والإقصاء بالأنمذجة paradigme التي نزع بموجبهما خطاب المنهج الحداثي البنيوي الوظيفة الفنية والإبداعية ونفاهما عن المناهج السياقية ونسبهما إلى نفسه ضمن إبستمولوجيا فاقدة لوعيها الإبستمولوجي إن صح التعبير نتيجة ثبات السياقات الثقافة وعدم وعي الذات بثقافة تحول بنبة الخطاب؛ كانعكاس مباشر، فجميع الخطابات تمتح من السلوكيات والعادة السوسيو ـ ثقافية بنيتها بالمشابهة والتداعي بخاصة سياق خطاب مدونة النقد المغاربي الذي اتّصف خطابه اللغوي والأدبي بأزمة ثبات فنية وبلاغية مراوحة وموازية لجمود تلك السلوكيات الثقافية.


  ولا يبحث هذا النشاط الذي يدعى بالنقد الثقافي عن الثقافي داخل الأدبي كما يزعم الكثيرون، بل يحاول الإحاطة بالظاهرة الأدبية من جميع جوانبها ملتمسا حتى آلية النقد الأدبي التي أعرض عنها الغذامي نفسه، وكتكملة له كما أوعز إليه آرثر آيزابرجر، لأنه أصلا ما نشأ هذا النشاط إلا كي يتجاوز البنيوية إلى ما بعدها، أي العودة لِإيلاء المؤلف والتاريخ الاعتبار، إذن لن نكتفي بالنظر إلى نظرية النقد الثقافي من زاوية بنيوية بل سنتوسع إلى رصد النقد الحضاري كما مورس عربيا في فترة النقد الحديث؛ النقد الذي يمرّر نسَقه الأيديولوجي تحت حيل الثقافة (الثقافة العلمية التي هي صنو عقلانية المدرسة الفرنسية دون غيرها مثلا) عندما يغطي عن تلك الحيّل بمبرر العلمية قصد النيل من الفن والإبداعية والجمال؛ إما لأنه يعوزه القسط المباح منها وهي الفنون الملتزمة، وإما لأن له هاجس أخلاقي اتجاهها وهي تشكل القسط الأوفر، وهو ما يعرف في عصرنا بجماليات الجسد في الرواية والشعر وحتى الفن بصورة عامة، صحيح أن هذا النسق ــ والذي سننمذج له أسفلا بالغذّامي وأيديولوجيا الإقصاء (الأصولية التي تتحالف مع تكتلات تشبهها في مبادئها وقد اتخذت أسماء عدة بعد انحصار الشيوعية من بينها اسم "الوطنية") وهي مسيطرة لأنها متمركزة حول ذاتها بوقوفها ضد حرية إرادة الإنسان في الديمقراطية والتعبير عن ذاته بحرية وقوفا استراتيجيا، لكنها ليست غالبة لأنها غير تنافسية تنافسا شريفا وإقصائية على المستوى المحلي وما بالك على المستوى العالمي (العولمة)، والمستوى العالمي في الثقافة هو الذي يُظهر الأيديولوجيا ويميّزها عن الثقافة لما تصبح تمثل إرادة الأغلبية تكون ثقافة عليا وليس أيديولوجيا (ثقافة دنيا).

الكلمات المفتاحية: الأنساق الثقافية المضمرة، جماليات التحليل الثقافي، العادة، تحليل الخطاب، الحداثة.


(*). باحث في الدراسات الثقافية، الجزائر.

* . تفاديا للإطناب نعني في كامل البحث بالنقد الأدبي المعاصر والنقد الثقافي المعاصر ذلك النقد المنسوب للعرب إلا ما أُشير إلى غير ذلك.

  

للتحميل أوالقراءة، البقية على الرابط :

https://www.4shared.com/web/preview/pdf/i-dVJwtQiq?



 بوزيان bouziane
بواسطة : بوزيان bouziane
موقع تنويري فكري وشبه أكاديمي، يتغيا تقديم إضافات نقدية تخص تحليل الخطابات الثقافية ونظرية النقد والأدب متوسلا بجماليات التلقي والنقد الثقافي، كما يعنى بنشر إبداع قصصي جديد ليس له ما يماثله على الساحة الجزائرية، والمقال المتناول للشؤون السياسية والإعلامية والاجتماعية المقاربة للظاهرة الأدبية والمحاكية المكملة لها.
تعليقات