المَــــرايَا المُزيَّفة، نقـد الـمناهج البنيوية (شعرية السرد، الأسـلوبيـة، السيميائية) على المستوى المغاربي نقـدا ثـقافيا وإبستمولوجيا مقارنا.

بوزيان بغلول


ملخص مفصل للكتاب:


   لمّا كان اكتشاف سمة جدل الفكر الذي يلعب فيه الحدس والشعور دور لا يمر إلا من خلال التفكير الجدلي نفسه، فلابد حينئذ من بحث معمق على مستوى العلوم الإنسانية والنقد الأدبي بالأخص، ونعني به ذلك النقد الحداثي المنجر عن مشروع الحداثة الغربية في شقها الفرنسي الذي تبلور بعد اكتشاف دي سوسير منهج علم اللغة الحديث؛ أتراه لم يكن غير تفكير في فكر جدلي مغلق معزول عما يسند طبيعته الفكرية النابتة في حقل الطبيعة والكون. فتضييع التجربة الإنسانية جعل من تلك الحداثة النقدية تضيّع طبيعة الفكر المتبلور عن الآداب الذي طبيعته طبيعة إنسانية يكمل فيه الشعور ما يعجز عنه التجريد العقلي وهو بطبيعته فكر حر لأنه إبداع وخلق يعمل ضد الركون إلى الثبات والتمجيد، لذلكم ألفينا أن أذكى الطلاب الأثيرون بالنقد والأدب هم أولئك الذي لا يغمضون طرفهم عن حدة السؤال المتولد في قرارة أنفسهم والمنفتح على إشكاليات عدة لا تنتهي وهم بإزاء تلكم المناهج البنيوية في شقها الفرنسي، نتيجة عدم اقتناعهم بها أو يتضايقون منها، أو قل يحاولون التكيّف معها فعبثا يحاولون، وهي هكذا طبيعة الفكر خلق وإبداع وليس ركون، أو قل الثقافة لا تعرف الثبات والنمطية والجاهزية، وحتى تواكب طبيعة الفكر الإنساني لا بد أن تكون متحولة وعفوية ،لا تؤمن بأيديولوجية تعمل ضد الحرية، لأن الحرية هي إبداع منطوي على تجرُبَة من يقف ضدها، وهي إما أيديولوجيا التقنين أو أيديولوجيا الثقافة النمطية.

   ولنضرب على ذلك مثالا حيا ساطعا ألا وهو أنّ النقاد الأكاديميون مازالوا يناقضون أنفسهم جدليا حين يعملون على إقصاء كل شعور وحدس وهم بإزاء النص الأدبي، بيد أنهم في الوقت نفسهم يقيمون علاقتهم ببعضهم وبطلبتهم عن طريق الشعور والحدس في ضوء التجربة والتاريخ. وهؤلاء النقاد المغاربة حالهم في مناقضتهم لأنفسهم أو جدلهم وجاهزيتهم الثقافيين الجليّة بإزاء الآخر العربي في مشرق الوطن العربي مثل ما سبق عليه حال الفرنسيس بإزاء آخرَهم، الذين هم الإنجليز فسعو للجم حرية التفكير الحَرِية وحدها في ذلك الوقت بميدان الشعر والأدب (وبطبيعة الحال بنقدهما) عن طريق تجربتهم التاريخية مع الثورات وإحراجها لهم مع أندادهم التاريخيون الإنجليز فعكفوا على ما عكفوا عليه من إقصائهم عن طريق تجريد ذلك النقد من خاصيته الإبداعية والفكرية أي بإبعاد الفكر بإغلاقه والحجر عليه في حجرة النسق الرياضي البعيد عما يكمله، وهم في ذلك كمن يبني بينة الأيديولوجيا على نفسه بالتجربة والتاريخ وهما مكونان جدليان وسمة إنسانية لا يمكن الانفكاك منها حتى في ميدان العلم الذي مكمن المنطق الرياضي فما بالك بالميدان الذي مكمنه فيض التجربة الإبداعية. إن الآخر الغالب بالنسبة للأنا المغلوبة إما أفرز اتباع المغلوب للغالب أو التماس مقاومته مقاومة مضمرة بأداته التي تغلب بها وهي ذلك العلم المزيّف (بالتماس الحيلة واللف والدوران تمسكا بإيهام مصدره نوازع نفسية غير مطابقة أو منسجمة مع الطبيعة العقلية للإنسان؛ فالغيرة شئنا أم أبينا تولد الحسد والحسد يولد ما يشتبه على أنه شر) وهذه هي الصورة التي تشكل العلاقات الدولية عبر التاريخ وتجعل الحيلة ندا للحرية كما هي الأيديولوجيا ندا للعلم.

   وعلى هذا الأساس فإن الدرس النقدي العربي المعاصر أصبح تركيبا هجينا بين الحديث والتراثي والحداثي كنتيجة حتمية لفرض خطاب الازدواجية الثقافية على المستوى السياسي والثقافي العربي التي لم يسلم من سلبياتها قطر عربي واحد، وصاغ بنية للعقل العربي وحدد آليات تفكيره وسبل تعاطيه للثقافة الجديدة وعلى رأسها الدرس النقدي المعاصر الذي أوشك أن ينتهي به الأمر إلى أن يكون تركيبا هجينا مذبذبا بين من يعتقدون أنهم استوعبوه فسقطوا مثل ما يقول الناقد السعودي سعيد سريحي بين ثقافتين وخطابين مفارقين أو جدليين تلوح فيما ينشرونه من مطوياتهم أشباح مصطلحات ومعالم وأعلام تدور على غير ما هي عليه، وتسمى بغير ما سميت به، وقد حذر من هذه المغبة الدكتور لطفي عبد البديع قبل أربعين عاما يوم كنا نتلمس لخطواتنا موقعا على الطريـق الذي قـادنا إلى ما نحن عليه اليـوم وذلك حين قـال في مقدمة كتابـه: "التركيب اللغوي للأدب.. بحث في فلسفة اللغة والإستيطيقا.. والعلم تحقيق لا تلفيق كتلفيق حاطب الليل 




للقراءة والتحميل انقر على الرابط 1: 

https://archive.org/details/20220504_20220504_0322/mode/2up 


أو الرابط 2:

https://www.scribd.com/document/572740707/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8E%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D8%B1%D9%8E%D8%A7%D9%8A%D9%8E%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B2%D9%8A%D9%91%D9%81%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D9%82%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%87%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%8A%D8%A9







 بوزيان bouziane
بواسطة : بوزيان bouziane
موقع تنويري فكري وشبه أكاديمي، يتغيا تقديم إضافات نقدية تخص تحليل الخطابات الثقافية ونظرية النقد والأدب متوسلا بجماليات التلقي والنقد الثقافي، كما يعنى بنشر إبداع قصصي جديد ليس له ما يماثله على الساحة الجزائرية، والمقال المتناول للشؤون السياسية والإعلامية والاجتماعية المقاربة للظاهرة الأدبية والمحاكية المكملة لها.
تعليقات