القائمة الرئيسية

الصفحات

الإشتغال العاملي في قصة "مآلات راعي الحُضنة " لأوراغ بوزيان




بوزيان بغلول

النموذج العاملي لألجيرداس جريماس تقنية سيميائية في التحليل الوصفي السيميائي للشخصية كما قدمتها مدرسة باريس البنيوية و يعتبر كل من A. Gremas  و  جوزيڤ كورتيس J.Courtès  من أهم أعضاء مدرسة باريس السيميوطيقية التي إنبثقت عن مدرسة سيمياء الدلالة لرولان بارث - من منطلق استخراج الأنظمة الاجتماعية التي لها من العلامات والأنظمة الرمزية على مستوى الشكل- إلى جانب ثلة من الباحثين الذين كانوا يدرسون في جامعات العاصمة الفرنسية ومؤسساتها العليا والذين إعتنوا باستكشاف نظام العلاقات اختلافا وتقابلاﹰ وانزياحاﹰ ، تحليلا ثم تركيب ، بحثا عن المعنى أو عن الدلالة التي تفيض وتنضح  آليا حتما إذا راع السيميائي تداخل البنية العاملية بالبنية السردية في التحليل من خلال تحليل البنية العميقة : التشاكل الدلالي و المربع السيميائي أين يكون لتناظر السيمات - الوحدات الدالة الصغرى التي تنعت عند البعض بالمعنمات - وانتظامها البنيوي دور في تجلي الدلالة وللجهاز المنطقي الصرفي دورا في تشكل مضمون النص حيث يتكشف الحجاب عن البنية السطحية مستجلاة تماما مثل حالة لَعِب جولة شطرنج (المكون السردي) لا تظهر النتيجة إلا بعد إستفاء حركية العوامل/ النقلات البنيوية :   أين يُستفى المعنى بعد تتبع تعاقب الحالات و التحولات السردية في بنية عاملية ( 3 علاقات تصور رؤية شاملة لبنية النص) ثم عن طريق تتابع البرنامج السردي: التحفيز، الكفاءة ، الإنجاز، التقييم، فالمكون الخطابي الذي يعني المحلل في تصور سلسلة من المعاني  بواسطة وحدات معنوية معجمية وأخرى دلالية سياقية ضمن الحقل الدلالي الخارجي خليقة بالفاعل أو فعل الفعل. من ثمة يتمظهر مضمون الخطاب من شكله : فالأدوار العاملية على المستوى المكون السردي  - على المستوى النحوي التركيبي- هي نفسها التي تقوم بالأدوار التيماتيكية في المكون الخطابي أي أن المكون الخطابي تابع للمكون السردي.
1-بنية التجلي :
يُقطّع نص "مآلات راعي الحُضنة" إلى ثلاث مقاطع سردية المقطع الأول من إبتداء القصة: كان هناك راعيان..إلى في بلاد العم سام.  المقطع الثاني من نهاية المقطع الأول: أما صاحبنا الراعي الأول إلى.. أحداث العنف بعد الماتش. أما المقطع الأخير فمن نهاية المقطع الثاني ويكافئ بقراءة خطابات الرئيس إلى نهاية القصة : أحرار الجزائر الحرة [1] وتجري أحداث القصة في ولاية الجزائر والمسيلة مسقط رأس راعي الحُضنة ويمتد الفضاء الروائي بالإشارة لدول عربية.
وتظهر عتبات النص في عنوان جملة اسمية مبتدأ وخبر[ مآلات راعي الحضنة ] ولعل للكسيم السياقي " الراعي" في سياقه العربي المتحضر/متمدن هو شخص حقير، أما قولنا راعي الحُضنة فيه سيمتان sémes  deuxتقويان الأثر الدلالي للتحقير وتضعنا هذه الوحدة في تصور دلالات ترجع بنا للتراث الإسلامي حين يقال عن الأعراب والبدو أنهم أكثر تخلفا من أهل الحضر. وهذا ما يتستجليه أيضا سيم الجِلفة من جَلِفَ : الغِلظة والاندفاع وعدم الإحتياط وهي منطقة رعوية أصبحت تسمى الجَلفة بكسر الجيم .
يتبين التركيب السيمي للصورة "رَعيْ" استخلاص القيم الخلافية ، وإبراز المقومات المشتركة و المختلفة، بمقابلتها بصورة "راعَى" تحديد الوظيفة الاختلافية والتمييزية على الشكل التالي:
-راعي الحضنة /   الراعي: المراقبة + تغذية+ الترأس + سد الحاجة + الاستملاك
راعي شؤون الدولة /  راعَى : المراقبة+ التغذية+ الترأس+ سد الحاجات- الاستملاك
وفرق المعنى/الدلالة بين الوحدتين هو في سيم الاستملاك، فسيم الاستملاك في الوحدة الأولى إذا اقترن بتفكير بدوي غير متحظر يُحتمل أن يطبقه صاحبه على البشر حينما يُستحكم : يملك سلطة عليهم شبيهة بسلطة الراعي على قطيعه. أما سيم المآلات في العنوان تستشف دلاليا في مقابلتها بالراعي الثاني؛ عبقري الالكترونيك : راعي سَوِي لأنه راعي حمل نفس طموح الراعي الأول لكنه بقي في سياقه الصحيح الفردي دون تملق ولا استغلال ولا معريفة فمسك بموضوع القيمة أي النجاح المقرون بالنجومية.
أما كاتب هذه القصة فهو لا يكتب القصة إلاّ كي تخدم اطارا من البحث عن مشروع لناقد أكاديمي يبتغي تقديم إضافات ترنو إلى قيم الحرية والعدالة الاجتماعية وقيم الانسان في مجال القصة بأنواعها. يقاربها نقديا بنفس الإضافات. ويظهر جلياﹰ ذلك في قصتيه الأخيرتين "الناشزتين" إلى أسلوب مغاير عما عهدناه في أسلوبه فهو كأنما كتب قصتي «المجندل» و«مآلات راعي الحُضنة» لغرض خاص هو لإخضاعهما للاشتغال العاملي : فبالرغم من أن غياب الحبكة وتعدد الأحداث في قصة "مآلات راعي الحُضنة" يوازيه تطور حدث واحد اتجاه التأزم/العقدة في قصة "المجندل" إلَا أن السردية في كليهما سيقت بأسلوب تقريري/الراوي من الخلف ، تكوّنان حكاية حتى تلائمان نموذج جريماس.
2- البنية السطحية :
-المكون السردي : يستدعي المكونان المدروسان هاهنا البنية العميقة والمعنى سيُعتبر أثرا ونتيجة مستخلصة بواسطة لعبة العلاقات بين العناصر الدالة حيث " الفاعل" على سبيل المثال والذي يعتبر من المفاهيم المثيرة للجدل في هذه النظرية، وعلى الرغم من أنه يصنف ضمن المحور السردي في المستوى السطحي باعتباره وحدة تركيبية نحوية، إلا أننا نجده مع ذلك لا يكتسب صفته تلك إلا بتحميله دلالة الفاعلية الكامنة بدورها في المستوى العميق.
في النص نستجلي ملفوظ الحالة الرئيسي : رغبة الذات فعل الحالة        موضوع المرتبط بدوره بأربع عوامل مختلفة كل منها تسهم في ترشيح التحول بفضل ثلاث علاقات : علاقة الرغبة- علاقة الاتصال-وعلاقة الصراع إما بالانفصال أو بالاتصال بالموضوع ومن ثم المضي بعملية التسريد أو البنية العاملية في الوصول إلى غايتها ؛ الإبتداء استهلال الحركة وصولا إلى عدم الاستقرار و تعتبر حالة الوصل وحالة الفصل هما مصدر للفعل ونهايته، فالعودة إلى حالة الإبتداء.
- العامل الذات (راعي الحُضنة)   -    العامل الموضوع (السعي للرياسة والمجد الفردي[2] )
العامل المرسل (تربية راعي الحضنة تربية بدوية : الاستقواء بالتملق والمعريفة)  -  العامل المرسل إليه(تبادل المنافع وخدمة الوطن- إظهار خصلة الوطنية والاتصاف بها -)
   العامل المساعد (الصحافة المكتوبة-المدراء-الدبلوماسيين-الاقتراع- شقيق الرئيس )   العامل المعاكس (الإرهابيين و خلايا ثورية لها نفس نهج ثورات الربيع العربي وسفير الولايات المتحدة والرجل المغرّر به والرجل الأشيب اللحية)
والوصف التركيبي للنموذج العاملي كسابق للاستثمار الدلالي يوحي بأن راعي الحُضنة في سعيه الإتصال بموضوع الشهرة يختلف عن عالم الالكترونيات "الشاهد"، مع أن هذا الأخير راعي حضنة كذلك ويحاول الاتصال هو الآخر بموضوع قيمي يتمثل في الاشتهار وتحصيل النجومية، والفرق يكمن في توالي البرنامج السردي الذي يتعرض له كل منهما ، فبالنسبة لراعي الحضنة يصطدم بالعامل المعاكس /الصراع  أي العقدة السردية ، بينما لا تعاكس ذات العالم في الالكترونيات وتبقى خارج القصة شاهدا فقط.  ولعله على كثرة العوامل المرسلة المحفزة للذات/راعي الحضنة للاتصال بموضوع القيمة نلفي كثرة العوامل المعاكسة وتعددها ما يعطي صورة أن للسلوكات الغير سوية/غير معتدلة على مستوى السياسي لم يعد لها أي مجال للتحرك فمآلاتها الفشل في العصر الذي نعيشه ، تُظهر زيف وبطلان التحجج ﺑ"الوطنية" من خلال قيمة الديمقراطية/ السفير الأمريكي والطاعة الميتة الضمير تبع راعي الحضنة/التملق للرئيس وحاشيته ، هذا السلوك يلقى معارضة من الرجل المغرّر به والرجل الأشيب اللحية وهما من أبناء الشعب الرازح نفسه، إذ لا طاعة لولي تحت قناع المعريفة وشراء الذمم.
يقترن تسلسل السرد أو ما يسميه غريماس بالمسارات السردية بتحول الحالات أوما يسمى بإنجاز التحول من قبل ذات الإنجاز ضمن البرنامج السردي:
-التحريك:
أي يحدث العامل فعل محدث لفعل آخر وهي هنا التربية النفسية لراعي الحُضنة على الثقافة الريفية تلقاها من عائلته وبيئته : أولا التتلمذ على التحكم في القطيع وفي مناطق شاسعة مفتوحة وثانيا تركه يرث التماهي برموز الدولة وإلا ما كان ليحدث فعل آخر و هو الانتقال للعاصمة لدراسة علوم الادارة بعد الانفتاح السياسي والاعلامي ، وهنا تلعب التربية الأبوية والبدوية التي يلمس أثارها على أرض الواقع في قول الراوي « أما صاحبنا الراعي الأول فهو "راعي ونص" و راعي الحُضنة الأول كم ألفته سهولها رطبةﹰ و يابسةﹰ راعيا قلباﹰ وقالباﹰ برأسه الصغير كرأس ثعبان أرقط أو كحبة بطيخ وجسمه المتماوج وعصاه القصبية، وهو ابن عائلة غنية ركبت نفسه موجة الطمع والانتهازية وحب النفوذ والجاه التي اتسمت بها مرحلة الأزمة الاقتصادية بالجزائر مختلجة بهاجس مرضي للنجومية والرّياسة ..» دور بمثابة مرسل ومحفز على التحريك وفعل الفعل في قوله كذلك : « عاش صاحبنا عزيزا مفششاﹰ في بيت والده الكبير وكان يحب الرعي في أوقات فراغه وغير أوقات فراغه هو الآخر لحاجة في نفسه.. »
-الكفاءة :
تهدف الكفاءة في البرنامج السردي إلى  تحديد منطق الجهات بدءا ﺑ 1/إرادة الفعل و2/وجوب فعله وهما متمثلان في قول الراوي عن راعي الحُضنة « إستقر به الحال بين ظهراني السكان الحظر لدراسة علوم الإدارة » وقوله « إختار التملق و مدح المدراء والساسة هوايةﹰ له ، عبر الصحافة العاصمية مستقلة كانت أو حكومية لنيل مآربه فمكّنته العديد منها من العمل محررا أو مراسلاﹰ..» وتهدف أيضا إلى 3/ معرفة الفعل وهذا ما يمكنه من تنفيذ المشروع فهو راعي الحضنة استفاد من سياق الرعي في سهوب الحضنة واستفاد من الازمة الاقتصادية أواسط الثمانينيات وما تلاها من تحولات عميقة إستغلها بذكاء لتسلق المراتب في الدولة سريعا. أما 4/ قدرة الفعل وهي الكفاءة الكيفية تجعل من الفاعل الافتراضي  يمضي إلى تحقيق البرنامج السردي بالانتقال من ما هو كائن إلى ما هو تداولي : يبدو على الفاعل الفطنة والبداهة الخالية من التوجيه والعناية بالتحمس للقيام بأعمال مناوئة مناقضة لما يرنوا إليه الشعب ، يتجلى خطاب فاعل نرجسي معتز بكيان نفسي قادر على تخطي كل الحديد في سبيل الكرسي والشهرة ، حتى مداهمة ما أصطلح عليه بثورات الربيع العربي دون فرملة السلوك بل التمادي وهنا تظهر فطنته البدوية المندفعة كحالة عُصاب أو جِلفة خلقية لا تجد من يوقفها إلا ثورة الشعب : « وتنصيب نفسه المائتة الضمير ناطقاﹰ باسم الديمقراطية وأي ديمقراطية؟ أنها تلك التي تتوج الفاشلين وتهمل الناجحين»
-الأداء :
الشروع في عمل الذات لتحقيق الموضوع القيمة أو الموضوع الكيفي وفق نظام خاص عبر عنه غريماس بالمعادلة : مواجهة-هيمنة- منح  وهو إجراء خاص بتحويل الملفوظات السردية الى وحدات سيمية خالقة للمعنى ومساهمة في تجلي مضمون الخطاب.
أداء اتصـالي : هو عملية تحويل ما فصلة إلى وصلة، و بذلك تعطينا ملفوظ سردي اتصالي.   
ف ، ت ¬ ف È م ¬  ف Ç م . و بهذا ينتقل الفاعل من حالة فصلة بموضوع القيمة:
 ف È  م  إلى حالة وصلة معه   ف Ç م : من التشدق واستغلال المرحلة للوصول إلى المنصب إلى تحول انجازي جديد وهو محاكاة المسئولين المصادرين في مصداقيتهم كقوله « في الوقت الحاضر نحن هم الديمقراطيون..»
 أداء انفصالي : هو عملية تحويل ما وصلة إلى فصلة و بذلك تعطينا، ملفوظ سردي انفصالي   ف، ت ¬ ف Ç م ¬  ف È م : "ثم بالقرب من الرئيس وزيراﹰ للثقافة ما فتأ مقيماﹰ حفلات الرقص والغناء ﻟ "ماجدة" و" ناجوى" بأموال الشعب الجانح ، ثم مازالوا يُلقون هو وأمثاله برئيس مقعد " على نياتو...، فكل ما حققته الذات من نجومية وشهرة لم يكفي نتيجة ل"تكوين رعاعي" لا يعتبر من غيره. فيذهب كل شيء تحت رحمة غضب الشعب والثورة ويعود عامل الذات إلى سابق عهده راعي بسيط مختبئ في الزريبة منفصلاﹰ عن موضوع القيمة/الاستهلال.
- الجزاء:
الجزاء هو الصورة الأخيرة في البرنامج السردي لذا فإن كينونة الكينونة تبع العامل الذات خليقة بالجزاء مطابقةﹰ مع الكون القيمي ، والعامل الذي بذهنه معايير الكون القيمي هو العامل المرسل: لكن إرادة الذات/ راعي الحُضنة زادت عن حدها في طموحها ونزواتها إلى محاولة تبوأ مكانة أرقى من رتبة وزير يسعى إلى رضى الافراد السلطويين على حساب رضى ولاية كولاية تيزي وزو حين يعمل على تحطيم المقولة "أهل مكة أدرى بشعابها" بخصوص تراثها الأمازيغي ، والمرسل هو الذي يعمل على معاينة مدى ملائمة الأداء للعقد الذي أبرم في مرحلة التحريك. والجزاء إما أن يكون تبعاﹰ لذلك إيجابيا/مكافئة أو سلبيا / العقاب ، وفي قصة راعي الحضنة الجزاء عبارة عن عقاب لأن الذات فشلت في المسك بموضوع القيمة (الطموح الزائف إلى خدمة الوطن) وهو جزاء تداولي ناتج عن عدم الاستجابة للشروط ، ومعرفي لأن الفاعل يخون ذاته عندما يُقدم على حمل الشيتة وهو خريج الجامعة ومثقف بين قوسين ، أي أن راعي الحضنة فاقد للمصداقية وفي قوله لسفير الو. م .إ كذلك: " وإذا أردت رؤية تيار ديمقراطي معارض قبل التيار الاسلامي ها هنا كما هو عندكم فعليك الانتظار مئة سنة أخرى" ، والعامل المرسل إليه المقوّم يخضع إلى الغموض من طرف عامة الناس/ العامل المساعد الذين حفزوه للعمل في سبيل الوصول الى تبوأ أرفع المناصب ، غير أن هؤلاء الناس يكتشفون كينونة راعي الحُضنة على حقيقتها بتجلي معنى مضموني مفاده الأنانية والتسلطية مقابل الوطنية الحقة والديمقراطية الحقة ، نلمس ذلك في قول الراوي:« إلقاء إرادة التلاعب بالشعب إلى غضب الشعب ؛ إلى مصيرهم الحتمي و المستحق .. وكان ما كان إثرها من ثورة منقطعة النظير»
-المكون الخطابي :
الدور الفاعلي الذي تجلى في المكون السردي صيغة نحوية بنيوية أو بنى عاملية - ستة أدوار أو عوامل- المتمثل في بحث العامل الذات عن الفانتازية والسعي للرياسة بتبوأ المنصب الأرقى فالأرقى تيماتيكيا في سُلّم رغباته  : راعي موسر يملك قطيع هائل وفيرمة وأرض واسعة
                         عزيز ومفشش
                        صحفي متميز
                         مدير
                      نائب في البرلمان
                            وزير
 ثم السعي إلى المزيد حتى الاصطدام بحاجة الشعب الملحة للديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، أي أن المسار التصوري لتسلسل الحالات وتحولاتها ضمن الخطاطة السردية إستنادا إلى الحقل الدلالي المعجمي والحقل الدلالي السياقي تحيل أن الشخصية أو العامل الذات/ راعي الحُضنة يحمل فكر رعوي  عروبي غاية في الكارزمية و الإلغائية و هو الأنانية وحب التملق هذا ما تستجليه الأدوار التيماتيكية/ الدلالية ، حيث العامل الذات يحمل فواعل مرسلة إراديا أو خارجيا  ساهمت بالفعل في تحويل ملفوظ الحالة الرئيسي بالإستناد إلى ثلاث علاقات عاملية تسرد تصور تخطيبي تيماتيكي/ دلالي مختلف شكلاﹰ : من معارضة سلوك راعي الحضنة وهو في هيئة وزير، أبداه موقف السفير الأمريكي كفاعل، والفاعل: الرجل المُغرّر به والفاعل: الرجل الأشيب اللحية ، وأبدته جائزة كتارا كفاعل بعد عام من منحها لروائي مشهور تمنح لصحفي بسيط لتثبت الكاتارا صورة تواضع مستوى الأدب الذي يرعاه راعي الحضنة ويستغله و لتتحول هذه الثيمات إلى سلوك، أي إلى معطى تصويري والصورة هي المعنى الذي يقدمه المدخل المعجمي والبرنامج السردي يضفي بعدا جوهريا المنوط بالدور الدلالي استجلاءه أو تصوره ( التملق،الاستغلال والأنانية يسيران عكس إرادة الآخر الذي هو الشعب) أي تشكل صورة كارزمة الذات ورعونتها برغم إنبثاق معارضة الفواعل ولا تأخذ بالعبرة فيما حصل مع الدكتاتوريات العربية بدءا من عام 2010 : حتى اهتدى الكاتب إلى وصفها براعي الحضنة: صورة "راعي حقوقه" لا حقوق الرعية/الشعب. تسرّبت المعاني بتوالد صور عبر جملة من الوحدات المعجمية تحلقت حول مفردتين أساسيتين لا غير: الرعي والرعونة المقترنتين بالتسيير الفاشل.
الحقل المعجمي المتمحور حول سيم الرعي : لمسنا منذ الابتداء الالفاظ التي تقاربه سيميا مثل : السهول الرطب واليابس- البورصة- الفيرمة الفروسية- الانانية والكبر استثمار المال- الشرف- الإرتزاق- ريوع النفط- البعر- الإستقواء- القصبة- العصا الغليظة- الزريبة..
الحقل المعجمي المتمحور حول سيم التسيير الفاشل : غضب الشعب- الثورة- الندم- البطانة- العدالة الاجتماعية التلاعب بالارادة التراث الامازيغيجائزة كتارا- الربيع العربي-الاحتجاجات - الفرار-المدح والتملق-كلم الضمير-التشييت..
الدور التيماتيكي بحسب إشارات سيم راعي: المراقبة + تغذية+ الترأس + سد الحاجة + الاستملاك
تبرز اختلاف مع الدور التيماتيكي لسيم راعٍ أو حاكم كما سبق الإشارة إليه تنجر عنهما صورة/معنى
راعَ : المراقبة+ التغذية+ الترأس+ سد الحاجات- الاستملاك
الصورة المعجمية : الرعي.
- النواة المعجمية الثابتة: ابسط طرق التقوت.
- المسارات التصويرية السياقية: الطابع الاقتصادي - الطابع الفنتازي الجمالي - الطابع السياسي.
ويستشف من المسارات التصورية السابقة مع تحول للعامل الذات/ راعي الحُضنة الانجازي الذي كان مآله الفشل ارتباطا بالأدوار التركيبية تلك ؛ تمظهرت الدلالة وانسجمت مع دالها من خلال خطابيين جزئيين: الاستغلال المادي( شراء الذمم والمناصب) والاستغلال المعنوي (الدوس على كرامة الآخر بحب الذات والأنانية المفرطة) أما مضمون الخطاب الشامل المتصور فهو إنتفاء القيم الإنسانية لدى العروبيين المزيفين المقنعين بقناع الوطنية.
نأسف على عدم ظهور الخطاطة الخاصة بالنموذج العاملي الشامل والمربع السيميائي للنص على هذا الموقع.



[1] - ينظر قصة "مآلات راعي الحضنة" لزياد بوزيان على نفس هذا الموقع.
[2] - طبعا لا يظهر إلا خلف نقاب كثيف من تمجيد الوطن وثورته .

author-img
موقع تنويري فكري وشبه أكاديمي، يتغيا تقديم إضافات نقدية تخص تحليل الخطابات الثقافية ونظرية النقد والأدب متوسلا بجماليات التلقي والنقد الثقافي، كما يعنى بنشر إبداع قصصي جديد ليس له ما يماثله على الساحة الجزائرية، والمقال المتناول للشؤون السياسية والإعلامية والاجتماعية المقاربة للظاهرة الأدبية والمحاكية المكملة لها.

تعليقات